منصور الفقير

ما بين الصمت والكلام..

السبت - 08 سبتمبر 2018

Sat - 08 Sep 2018

الكلام ترجمة لعميق الخواطر، رسالة لما تخفيه السرائر، فلا يعاد شرح ما اتضح منه، ولا يغير ما يفهم عنه. قيل: الصمت من ذهب. فهو غالي الثمن، يجمل من أبداه، كمن يبدي السكوت والسكون. و يقال إن للصمت هيبة، فإذا نطق الفرد فهي إحدى اثنتين، له أو عليه.

ويقول البعض إن للصمت غيبة. لذلك، كان هناك داع للكلام. فيزداد شأن ما يقال بقدر أهمية من يقول. ويزداد الأثر بقدر شأن من يخوضه.

فيسكت العالم الفقيه لمكانته، ويحفظ كرامته. ويتسرع العامة بالصغائر، فيجادلون الأمور وتوافه العلوم بالحجج والخصام والمعارضة والنزاع والمناظرة، بلا اتفاق ولا استسلام ولا سكوت ولا اعتراف، وفي النهاية لا وفاق. حتى يتحدث العالِم ليصحح عما يفضح، دون أن يقدح، بالمنطق الأصلح.

فلهذا يصمت الكبير والحاكم والعالِم والمسؤول حتى يسأل فيعلم، ولا ينطق حتى يرى فيظهر. لذلك، كان للجميع في الصمت خير كثير، وفي كثير من الكلام شر مرير.