خالد القليطي

الطريق إلى المدرسة

السبت - 08 سبتمبر 2018

Sat - 08 Sep 2018

عاد فلذات الأكباد إلى دور العلم ومحاضن التربية والتعليم، ورغم أن المسمى الجديد لا يحمل في مضمونه التربية إلا أنها ستظل حاضرة في جوهر العملية التعليمية، حقيقة ثابتة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وليس أدل على ذلك من لهفة الآباء والأمهات لهذه العودة المباركة وانتظارها بأحر من الجمر، ليتسنى لهم قضاء إجازتهم غير المعلنة من تلك الأعباء التي عانوا منها طيلة الشهور الماضية مع أبنائهم، عشوائية وتمرد في النوم وضياع للأوقات بين أجهزة اللهو المختلفة وهدر للطاقات بلا وعي، وليس لهم في الموقف حول ولا قوة.

لكل ذلك هم اليوم مستبشرون، وعلى أبنائهم مطمئنون وهم داخل أروقة ذلك المرفق المهم الذي يشاركهم بكافة كوادره هموم التربية والتعليم مؤمنين برسالتهم الخالدة رسالة الأنبياء والرسل.

ومع إدراك الجميع لعظم الدور الكبير الذي تقوم به المدرسة على وجه العموم والمعلم على وجه الخصوص في ضبط سلوك الطلاب وبنائهم معرفيا وسلوكيا وفق مناهج علمية هادفة، إلا أنهم لا يترددون عند حدوث أدنى عارض أو زلة من قبل ذلك المربي في كيل الاتهامات والتلويح بما في الأدراج من لوائح وأنظمة تقتص منه، متناسين أن جميع الأضواء الخضراء لديهم لم تشفع لهم بضبط ذات السلوك.

المنزل يعد نقطة الانطلاق الأولى نحو رسم ملامح التعلم المنشود، ويقع على عاتقه الاهتمام بالتهيئة النفسية والدافعية نحو التعلم، والالتزام بالآداب العامة ورفع مكانة المعلم في وجدانهم، واحترام مكونات البيئة المدرسية كافة وحفظ ممتلكاتهم التي شيدت من أجلهم.

ومما يستوجب إدراكه من قبل الآباء والمربين تلك المتغيرات الاجتماعية وكيفية تفاعل الأبناء معها والتي أصبحت العامل الأهم بالنسبة لهم، حيث الملهيات قد ازدادت فلم يعد العلم في مقدمة أولوياتهم! حيث باتت تلك المؤثرات جزءا لا يتجزأ من حياة أبنائنا! فمتابعة القنوات الفضائية، والاستخدام المفرط للأجهزة الذكية قد أخذا النصيب الأوفر من أوقاتهم، فلم يعد لديهم مزيد وقت لبناء المستقبل، فالحاضر قد شغلهم بزينته.

والواجب على الجميع عدم الركون لكل تلك العقبات دون معالجة، وفي الوقت نفسه لا يمكن للمدرسة وحدها تحمل كل تلك الأخطاء المتراكمة والمتداخلة، فالمسؤولية تقع على الجميع، وإذا ما تضافرت الجهود بين المنزل والمدرسة ظهرت النتائج المفرحة، التي تسمو بالأجيال نحو الأمل المنشود، فليبدأ كل منا بمن يعول ولا ننتظر من الغير الحلول، فهم أمانة في أعناقنا، عودا حميدا.

الأكثر قراءة