الحياة وتراكم القلق
الجمعة - 07 سبتمبر 2018
Fri - 07 Sep 2018
مشاغل الحياة ألهت الناس عن تأمل طبيعة الحياة التي يعيشونها، نعم الحياة مدرسة مثقلة بالدروس والعبر، غير أن الكتابات التي تدعونا للمصارحة مع الحياة بعقلانية وفق معطيات الواقع قليلة، هذا رأي أحسبه من المتحركات في الذهنية المائلة إلى التأمل.
عموما بعض حديث العقلاء يلامس واقع الغالبية ولو بدرجات متفاوتة، مما يفرض تدوير حديث الكاتب بجريدة عكاظ الأستاذ خالد السليمان في عموده الواثق الثلاثاء الفائت عن الحياة، وقد تطرق لها بأسلوبه الشيق وأدوات المتمكن من زوايا يقف أمامها كثير من الناس بحسب تقديراتي المتواضعة، ولست أدري عما إذا كان من الجائز إضافة «وهم لا يشعرون».
يقول الكاتب السليمان تحت عنوان يا حياة الشقا «حياة الناس عبارة عن مراحل قلق متلاحقة، تبدأ بقلق الحصول على معدل دراسي يسمح له بالالتحاق بالجامعة ثم يصبح القلق متعلقا بالحصول على الشهادة الجامعية ثم ينتقل قلقه للحصول على وظيفة مناسبة، ليتحول القلق إلى تكوين مدخرات تسمح له بحياة زوجية مستقرة، هل فاز بالجائزة الكبرى ليلة زفافه؟! بكل تأكيد لا، فهنا تتشعب مصادر القلق ما بين تسديد الفواتير الحالية والتفكير بالفواتير المستقبلية التي تتزايد مع توسع السكن وإنجاب الأطفال وتقدمهم بالعمر، هل ينتهي قلقه في خريف العمر عندما يكبر أولاده ويستقلون بحياتهم؟! غالبا لا، فهموم الكبار تلاحقه كما لو أنهم ما زالوا صغارا، فيشغلونه بهمومهم وتحديات حياتهم ومشكلات تلبية متطلباتها، وبعضهم يحملونه جزءا من مسؤوليات سداد فواتيرهم، فيبقى المسكين في دائرة القلق والهم حتى الرمق الأخير من حياته، وربما كانت تلك اللحظة الأخيرة ثمرة ما بذر وسقاه طيلة حياته من قلق متراكم، فيكون قتيل نفسه».
في خاتمة حديثه نصيحة خلاصتها بتصرف أن يرفق الإنسان بنفسه ويعيش لها لا لسواها، وأن يلتقط الإنسان أنفاسه في كل لحظة تنشغل فيها الدنيا عنه، وعندما تحين ساعة التقاعد يغلق عينيه دون أن يتأسف على شيء.
لا توجد خاتمة أنهي بها مقالي هذا سوى دعوتكم لتأمل طبيعة الحياة التي تعيشونها والتفكير في مفاصلها ومعايرة ما تتوصلون إليه على حديث الزميل القدير خالد السليمان. وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]
عموما بعض حديث العقلاء يلامس واقع الغالبية ولو بدرجات متفاوتة، مما يفرض تدوير حديث الكاتب بجريدة عكاظ الأستاذ خالد السليمان في عموده الواثق الثلاثاء الفائت عن الحياة، وقد تطرق لها بأسلوبه الشيق وأدوات المتمكن من زوايا يقف أمامها كثير من الناس بحسب تقديراتي المتواضعة، ولست أدري عما إذا كان من الجائز إضافة «وهم لا يشعرون».
يقول الكاتب السليمان تحت عنوان يا حياة الشقا «حياة الناس عبارة عن مراحل قلق متلاحقة، تبدأ بقلق الحصول على معدل دراسي يسمح له بالالتحاق بالجامعة ثم يصبح القلق متعلقا بالحصول على الشهادة الجامعية ثم ينتقل قلقه للحصول على وظيفة مناسبة، ليتحول القلق إلى تكوين مدخرات تسمح له بحياة زوجية مستقرة، هل فاز بالجائزة الكبرى ليلة زفافه؟! بكل تأكيد لا، فهنا تتشعب مصادر القلق ما بين تسديد الفواتير الحالية والتفكير بالفواتير المستقبلية التي تتزايد مع توسع السكن وإنجاب الأطفال وتقدمهم بالعمر، هل ينتهي قلقه في خريف العمر عندما يكبر أولاده ويستقلون بحياتهم؟! غالبا لا، فهموم الكبار تلاحقه كما لو أنهم ما زالوا صغارا، فيشغلونه بهمومهم وتحديات حياتهم ومشكلات تلبية متطلباتها، وبعضهم يحملونه جزءا من مسؤوليات سداد فواتيرهم، فيبقى المسكين في دائرة القلق والهم حتى الرمق الأخير من حياته، وربما كانت تلك اللحظة الأخيرة ثمرة ما بذر وسقاه طيلة حياته من قلق متراكم، فيكون قتيل نفسه».
في خاتمة حديثه نصيحة خلاصتها بتصرف أن يرفق الإنسان بنفسه ويعيش لها لا لسواها، وأن يلتقط الإنسان أنفاسه في كل لحظة تنشغل فيها الدنيا عنه، وعندما تحين ساعة التقاعد يغلق عينيه دون أن يتأسف على شيء.
لا توجد خاتمة أنهي بها مقالي هذا سوى دعوتكم لتأمل طبيعة الحياة التي تعيشونها والتفكير في مفاصلها ومعايرة ما تتوصلون إليه على حديث الزميل القدير خالد السليمان. وبكم يتجدد اللقاء.
[email protected]