دخيل سليمان المحمدي

أطفالنا وبرامج التكنولوجيا

الجمعة - 31 أغسطس 2018

Fri - 31 Aug 2018

في زمن أصبح الأطفال فيه ينافسون الكبار في اقتناء الأجهزة التكنولوجية الحديثة كالجوال وأجهزة الألعاب المختلفة التي تحاكي التطور التكنولوجي المتسارع الذي جعل من العالم ليس قرية صغيرة فحسب، بل صفحة في موقع تشاهد أحداثه على شاشات الجوالات ضمن برامج مباشرة أو غير مباشرة، وبه تعاظم التأثير على أفكار الناس وتعاملاتهم وأصبحنا نشاهد نتائج هذا التأثير سريعا، بسبب تهافت الساذجين المهرجين، حتى احتلت موادهم المكانة الواسعة في الحياة اليومية للصغار والكبار عبر برامج التواصل الاجتماعية من يوتيوب وتويتر وواتس اب وغيرها، وأصبحت تساهم مساهمة أساسية في بلورة تفكير وسيكولوجية أطفالنا وتؤثر جديا في حياتهم، ناهيك أيضا عما يكتسبونه من سلوكيات عدوانية وشراسة بسبب الإدمان على ألعاب الفيديو ذات الطابع العدواني، والتي قد تفقدهم المهارات الحركية واستطاعتهم لممارسة القراءة والكتابة، وذلك لسكونهم وتسمرهم أمام الشاشات فترات طويلة، مما قد يؤذي أعينهم بضعف النظر، حيث كلما زاد اتصالهم وإدمانهم أكثر زاد انفصالهم عن أنفسهم وعن الآخرين والبيئة المحيطة بهم.

للأسف الشديد هناك كثير من الآباء لكيلا ينزعج من الأصوات المصاحبة للمقاطع أو الألعاب التي أدمن عليها أطفاله يجبرهم على استخدام سماعات الأذن التي أصبحت ذات شعبية قوية بين فئات المجتمع، وهناك أيضا من يستخدمها كجزء من «اللوك» ولا يعلمون ما قد تسببه هذه السماعات التي توصل الصوت إلى قناة الأذن مباشرة من أذى لطبلة الأذن مما قد يسبب الدوار، وأيضا فقدان السمع وعدم التركيز، وذلك بسبب شدة الضغط الحاصل على الأذن.

وبكل تأكيد فإن المسؤولية كاملة تقع على كاهل الأسرة في ذلك، لأنها هي الأرض التي يترعرع عليها الطفل متعلما منها وبها أبجديات الحياة، مستمدا منها قيمة وأسس ومفاهيم تعاملاته، ولهذا وجب على هذه الأسرة أن تضع استراتيجية لتحد من تدفق سلبيات هذه البرامج التي انفجرت في المجتمع وتنشئتهم تنشئة صحيحة تحصنهم من الآفات والسلبيات التي تنقلها، ووضع محددات للتعامل مع هذه الوسائل وضبط استخدامها من حيث الوقت والنوع بما يتناسب مع العمر والشخصية والوسيلة، ومعرفة شكل المعروض وأنماطه وسلوكياته.

همسة: علينا أن نتطور ونواكب التطور بتطوير أنفسنا، وألا نجعل تطور التكنولوجيا سبب تدهور السيكولوجيا لدينا بالإدمان على غير المفيد من مخرجاتها.