سعد السبيعي

مشروع سعودي لإنقاذ البشرية

الأربعاء - 29 أغسطس 2018

Wed - 29 Aug 2018

حذرت دراسة بريطانية حديثة من أن السجائر الالكترونية يمكن أن تؤدي لإتلاف بعض الخلايا الحيوية في الجهاز المناعي، وإلحاق ضرر أكبر مما كان يعتقد سابقا، حيث يلجأ بعض الأشخاص للسجائر الالكترونية طمعا في قلة آثارها الجانبية، أو كمحاولة للإقلاع عن التدخين، وتعمل السجائر الالكترونية عن طريق سخان حراري لتسخين سائل يحتوي على النيكوتين الموجود داخلها، ليتحول السائل إلى بخار النيكوتين الذي يستنشقه المدخنون بدلا من حرقه كما يجري في السجائر المعتادة.

لذلك ينتظر أن تحدد منظمة الجمارك العالمية في اجتماع مقرر عقده بمدينة بروكسل خلال الفترة المقبلة، مصير مشروع تقدمت به السعودية لتصنيف السجائر الالكترونية وضمها إلى قائمة التبغ في الجمارك العالمية.

هذا وقد حثت المملكة الدول العربية لمساندتها في هذا التنصيف بعد أن وضحت وجهة نظرها من الناحية الفنية، بأن هذه السجائر يفترض أن تصنف في قائمة التبغ ضمن بند 2402 بدلا من بند 2403 الذي يضم أنواعا أخرى كالشيشة وغيرها، وعليه طلبت أمانة جامعة الدول العربية من جميع الأعضاء دعم موقف المملكة خلال الاجتماع المنتظر.

وبكل تأكيد لا توجد إحصاءات رسمية عن حجم وإيرادات السعودية من السجائر الالكترونية لعدم نظامية هذا النوع في السوق المحلية، إذ منعت وزارة التجارة والاستثمار قبل نحو ثلاث سنوات وتحديدا في سبتمبر 2015 بيع وتداول السيجارة الالكترونية والشيشة الالكترونية أو ما يماثلها من أجهزة في الأسواق المحلية.

وإذا راجعنا واردات المملكة من التبغ ومشتقاته، فقد تأثرت جراء تطبيق الضريبة الانتقائية الذي بدأ في يونيو الماضي، وسجلت في العام الماضي 2017 تراجعا بنسبة 35 % بما يعادل 1.71 مليار ريال مقارنة بالفترة نفسها من عام 2016، لتبلغ نحو 3.13 مليارات ريال مقارنة بأكثر من 4.85 مليارات ريال، ووفقا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء، فإن حجم واردات المملكة من التبغ ومشتقاته تراجع خلال عام 2017 بنسبة 29 %، إذ بلغ 43.5 مليون كجم بانخفاض نحو 18 مليون كجم مقارنة بالفترة نفسها من عام 2016 البالغ أكثر من 61.6 مليون كجم، وبلغ حجم واردات التبغ ومشتقاته خلال النصف الأول من 2017 نحو 32 مليون كجم.

في الختام، يجب أن نشير إلى أن هناك دراسات سابقة قد كشفت أن النكهات المستخدمة في السجائر الالكترونية تسبب استجابات التهابية وتأكسدية في خلايا الرئة، كما أن آثار تلك النكهات يمتد إلى الدم، فهي سامة وتتسبب في الموت المبرمج لخلايا الدم البيضاء، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن التبغ يقتل ما يقرب من ستة ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من خمسة ملايين من المتعاطين السابقين والحاليين للتبغ، ونحو 600 ألف من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.

@saadelsbeai