عبدالله العولقي

أكاليل المجد تخرس أبواق الخيبة

الاثنين - 27 أغسطس 2018

Mon - 27 Aug 2018

لقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، أن خدمة ضيوف الرحمن مصدر فخر للمملكة قيادة وشعبا، وهي مستمرة في هذا الشرف منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى اليوم.

ولو استعرضنا الجهود الجبارة التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن في موسم الحج لما وسعتنا مجلدات الكتب، فما عسانا أن نقول في مساحة المقال هذه سوى إلقاء بعض الأضواء على القليل من تلك الجهود العظيمة، فقد رأينا في مواقع التواصل عينة من رجال الأمن أثلجوا صدورنا بصنائعهم الإنسانية ورقي تعاملهم السامي مع كل أطياف الحجاج، فقد ضربوا أروع الأمثلة في رعاية ضيوف الرحمن وأثبتوا أن أعمالهم ليست وظائف فحسب، وإنما هي رسالة سامية يحملونها في أفئدتهم حتى أضحوا أكاليل المجد التي أخرست أبواق الخيبة.

إن الأبواق التي تنعق في فضائيات الملالي وأذنابهم لم تعد تجد نفعا في التأثير الإعلامي بعد أن اتضح زيفها وضلالها للمسلم الحصيف، ولا سيما إخبارية الجزيرة التي سقطت منذ تأسيسها لأنها تمنهجت على الخراب والدمار عندما تحصنت خلف الأجندة الخارجية ضد أشقائها وعروبتها وإسلامها، ولو تأملنا تصريحات المنشقين والمستقلين عن هذه الشبكة لاتضحت الصورة لكل متشكك حول أجندتها بأنها تتحصن لصالح جهات أجنبية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

إنني على قدر واسع من الإدراك أن كل ما يحاك من مؤامرات إعلامية تتشدق بها أبواق الخيبة ليس إلا أن الحسد تجاه وطننا قد ملأ إعلامهم وما تخفيه أجندتهم أكبر، فالتشريف الإلهي الذي وهبه الله لنا في هذه البلاد المباركة الطيبة تقابله مجهودات عظام تتسم بأعلى المستويات وأرقى الخدمات مما جعل الحجيج وعلى كافة طوائفهم وانتماءاتهم يرفعون مع كل قدوم لهم عبارات الشكر والثناء لخادم الحرمين الشريفين وحكومته وشعبه نظير ما لمسوه من العناية والاهتمام.

فلو علمنا أنه في حج هذا العام وخلال أسبوع واحد وداخل المشاعر المقدسة تم إجراء 1270 عملية غسيل كلى و71 عملية قسطرة قلب و17 عملية قلب مفتوح و6 عمليات ولادة أطفال، لأدركنا أن هذه الجهود الجبارة لا تحدث في العالم إلا في مملكة الإنسانية، ولو علمنا أنه في خضم انشغال الوطن بتقديم سبل الراحة لضيوف الرحمن تعترض بنجاح قوات الدفاع الجوي السعودي صاروخا أطلقته ميليشيات الحوثي الانقلابية، لأدركنا أن هذا لا يحدث في أي بلد في العالم إلا في مملكة العز.

لقد صرح أمير مكة رئيس لجنة الحج المركزية أن المملكة تتطلع مستقبلا إلى توظيف التقنية في جميع شؤون الحج، بل وتسعى وفقا لرؤية 2030 إلى أن يصل عدد الحجاج إلى خمسة ملايين حاج، كما تسعى المملكة إلى تطوير مشروع متكامل لتطوير المشاعر المقدسة وتحقيق مزيد من النجاح في خدمة ضيوف الرحمن، ومن خلال قراءتي لتصريح الأمير أقول إن المملكة بعظيم مجهودها قد تخطت مرحلة استقبال الحجيج وتنظيم الحملات وإدارة الحشود وبرامج السقاية والرفادة إلى مرحلة متقدمة من رفاهية الحجاج والسعي نحو مراحل متطورة من مقاييس الرضا والسعادة، وهذا لا يحدث أبدا إلا في المملكة العربية السعودية.

إن أبطال الحج البواسل في كل موسم يقدمون لنا أروع النماذج الإنسانية في التعامل والرقي الإنساني مع كافة الأجناس ومختلف الأعراق وتعدد الثقافات وتنوع الألسن واللغات بالصبر والابتسامة وتقديم الإعانة والإرشاد، وهم صورة مشرقة ومشرفة لأخلاق المواطن السعودي، ولا غرو إن قلنا إنهم أحفاد الصحابة الكرام ونسل الأصالة العربية التي عرفت بالشهامة والضيافة ومد يد العون والأخلاق السمحة، ومن هنا نقول إن أكاليل المجد السعودية قد أخرست أبواق الخيبة.

[email protected]