شوقية الأنصاري

منتدى المعلمين بين حقوق معلم وطموح وزارة

الجمعة - 24 أغسطس 2018

Fri - 24 Aug 2018

«تم ترشيحك للمنتدى الدولي للمعلمين»، بهذه العبارة أزهر بداخلي حلم وشغف للتميز، لحظة انتظرتها بلهفة ساقتها لي قوة الإيمان والإخلاص واليقين بأن الله سيرفع ذكري بكل علم نافع وعمل صالح، لحظة مغمورة بالفرح عاشها كل من ترشح من المعلمين والمعلمات لحضور المنتدى، كون النداء الوزاري صدح عاليا مرحبا بفارس الميدان التعليمي (المعلم) أهلا بباني الحضارات أهلا بصانع المجد لكل الفئات.

هنا سها فكري وجال في أبجديات المنتدى الدولي للمعلمين واختطفت النظرة من هنا وهناك وشاركت الحوار برفقة أهل العلم فينابيعهم تزخر بالكنوز والطاقات. سارعت في تجهيز حقيبتي بالخبرة العلمية والإدارية والمهنية لتكون خير زاد لي في رحلتي للمنتدى، وانطلقت مع رفاق المهنة في التخطيط لصنع مجد وطني عظيم يحمل كل خير لأبنائنا وبناتنا ومجتمعاتنا.

سؤال خطر بفكر الجميع: ما هو الكنز الذي تمتلكه لتقديمه أثناء فترة إقامة المنتدى؟ فتفجر وقود الشباب الذي يحمل بداخله كل خير في نشر منجزاته والمبادرة في توسيع دائرة تطلعاته، لتروي المحافل المحلية والدولية قصة إبداعه، وكما قالها أمير الشباب الأمير محمد بن سلمان «شبابنا واع وقوي ومثقف ومبدع لديه قيم عالية وهم القوة الحقيقية لتحقيق رؤية الوطن».

وازداد الفأل بداخلي عندما أعلنت وزارة التعليم عن فكرة تحمل كل خير للمعلم، ألا وهي «المجلس الاستشاري للمعلمين»، ودعت الجميع للترشيح له وفق ضوابط ربما وإن توفرت في أحدهم إلا أنها ستكون حرمانا لشريحة مميزة عملا وخلقا وإخلاصا.

يا له من ميزان عدل يحمل بين كفيه المعلم والوزارة.

ومن أبسط حقوقنا السؤال ماذا تريد الوزارة من المعلم؟ إن المعلم ووزارة التعليم كينونة ومنظومة واحدة في تكوين صمام الأمان لحماية أجيال الوطن والرقي بهم للعلياء. فهذه وزارتنا الموقرة بادرت بدعوة المعلمين والمعلمات المرشحين لحضور اللقاء التعريفي للمنتدى الدولي للمعلمين لتوجيهنا عن آلية المنتدى والذي يقام في الفترة من 16 إلى 18 ذوالحجة 1439هـ بمدينة الرياض.

ويتضمن ورش عمل وملتقيات تعليمية وتربوية واجتماعات متخصصة تجمع أكثر من 700 معلم ومعلمة بحضور عدد من المعلمين الخبراء من 50 دولة من أنحاء العالم ليتم خلالها تبادل الأفكار وصقل الخبرات العلمية والسمو بالمهارات للخروج بأفكار تشاركية تفاعليه تزهر بمبادرات تخدم وزارة التعليم في تحقيق رؤية الوطن ومواكبة تحديات القرن الـ 21، ولكن هل هذا سيكفي المعلم ويعود بحقيبة الخبرة وقد تم صقلها واستثمارها لينثر شذاها لبقية زملاء الميدان؟ حتما لن يكفي ذلك.

ماذا يريد المعلم من وزارة التعليم؟

نريد من وزارتنا الأخذ بيدنا واستغلال وقودنا الوطني المشع خيرا لمن حولنا من أجيال ومجتمعات.

نريد أن نستزرع حقول مدارسنا بالجودة والتقنية لتزهر من جديد وتثمر برامجنا الوزارية في مواكبة المعايير الدولية ولتصبح خبرة تعليمية ريادية يقودها شبابنا الواعي الذي أبهر العالم بفكره وعلمه وفراسة طبعه، فالعودة بحقيبة المنتدى الدولي الثرية فكريا وعمليا ومهنيا لا تكفي، حيث هناك حقيبة أخرى تحمل الهموم حول توفير بيئة تعليمية جاذبة للطالب وللمعلم.

نعم ما زال هناك عقبات تقف أمام سقف طموح كل معلم متميز ووزارتنا خير من يمهد الطريق لتلافي السقوط فيها. وما زال هناك صلاحيات ترهق وتعوق خطوات إصرارنا ووزارتنا خير سند في تحقيق إبداعنا.

إذن هذه الحقيبة الأساسية التي نريد أن ننثر أوراقها في المجلس الاستشاري الذي اعتمده وزير التعليم بمشاركة نخبة من المعلمين؛ لنعود إلى الميدان بكنوز من المحفزات والترقيات التي تسمو بكل قائد ومعلم وطالب ومجتمع تعليمي.

وأختم مقالي بمقولة للأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة حفظه الله «لا بد أن نعيد النظر في أمرنا وحالنا، صحيح أن ما لدينا حسن، لكننا نصبو إلى الأحسن، وأمة لا تطور نفسها بصفة دورية ومستمرة سوف يفوتها الركب مع هذا الإيقاع العصري المتسارع».