عمر العمري

بهجة العيد في وطن السعادة

الاثنين - 20 أغسطس 2018

Mon - 20 Aug 2018

وكم هو جميل حينما تسمع كلمات العيد «عيدكم سعيد»، «كل عام وأنتم طيبين»، «عساكم من عواده»، وغيرها، مقدار السعادة هنا يفوق كثيرا مجرد النطق بهذه الكلمات، فالسعادة تكمن في إحساس الآخرين بنا، بوجودنا في الدنيا، بأننا ما زلنا نحيا ونكافح ونطمح ونعمل ونحب ونكره ونغامر ونخطئ ونكبر مع الأيام، لم تأخذ منا المحن والخطوب ومنغصات الحياة كثيرا، بدليل أننا ما زلنا نحب الحياة، نبتسم، نمشي، نتفاءل، نأكل، نشرب، نجري، نلعب، نخط على درب الأمل حياتنا، سنة وراء سنة أحياء طيبين.

ويظل العيد محل سعادة، وشعورا بالطمأنينة والرضا والفرح، ليلامس النفس فتمتلئ به بهجة وسرورا، وسكينة، وشعورا يؤنسها في وحدتها وعزلتها، ويعمق متعتها مع الأهل والناس، وإحساسا يلازمها طيلة أيام العيد ونحن ننعم هذه الأيام بعيد الأضحى المبارك.

فالعيد في الإسلام شعيرة سامية متكاملة وموفية لحاجات الروح والجسد، فالعيد يأتي متوجا لشعائر جليلة مما شرعه الله كأداء فريضة الصوم أو حج بيته العتيق، ولهذا حث الإسلام على الاحتفاء بأيام الأعياد ومشاركة الناس في أفراحهم وبهجتهم، حتى تبدو للأعياد مكانتها المميزة عن سائر الأيام، ولهذا حرم الإسلام الصوم يوم العيد، لما يرافقه من تزاور وإكرام وإطعام، كما أن الإسلام يرغب ويرحب بكل مظهر يشيع السعادة والبهجة بين الناس، ويقوى معاني الألفة والمودة فيما بينهم، مثل تبادل الزيارات والتهاني والدعوات والمجاملات، وبذل الهدايا والأعطيات للصغار والضعفاء والمحرومين، ليشاركوا الناس فرحتهم بالعيد، وتنعمهم بالطيب من الطعام والشراب واللباس، وكل ذلك مما يقوي أواصر المحبة والترابط بين أفراد المجتمع.

لننعم بعيد الأضحى المبارك في وطننا المملكة العربية السعودية وطن العزة والشموخ ونحن نقف ونقولها بفخر لكل العالم أجمع إن المملكة وطن الخير وطن العيد وطن السعادة وطن المحبة، وهي تتشرف هذه الأيام بخدمة ضيوف الحرمين حجاج بيت الله العتيق الذين وفدوا للأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، نسأل الله العلي القدير أن يحفظ حجاج بيت الله من كل سوء ومكروه، وأن يحفظ علينا ديننا ووطننا وأمننا وولاة أمرنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

3OMRAL3MRI@