عبدالرحمن العليان

العالم في قلب المملكة

الاثنين - 20 أغسطس 2018

Mon - 20 Aug 2018



يسخّر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وقتا كبيرا في عملهما في الإشراف المباشر على الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام منذ قدومهم حتى مغادرتهم سالمين إلى بلدانهم. واتخذت المملكة أبعادا استراتيجية من خلال خططها المستقبلية في تطوير منظومة الخدمات من مطارات وقطارات وبنى تحتية، وذلك لزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين بشكل متسارع خلال السنوات المقبلة، وفق الرؤية السعودية وأهدافنا الاستراتيجية للمرحلة المقبلة.

أكثر من 250 ألف مشارك من القطاعات العسكرية والمدنية والصحية والخدمية يتكاملون في خدمة ما يربو على مليوني حاج من داخل وخارج المملكة. وأظهرت التقارير المحلية وتقارير رؤساء بعثات الحج الرضا العالي هذا العام من خلال القصر الزمني لتوقف الحاج في المطارات أو المنافذ البرية أو البحرية، وتحقق ذلك من خلال منظومة من التحديثات في جهاز الجوازات من خلال المسح السريع للمعلومات والبصمة في وقت قياسي، وكذلك تفعيل برامج الطريق إلى مكة والتي نرى نجاحها من خلال التعاون المثمر مع الدول المشاركة حاليا في تقديم هذه الخدمة لحجاجها.

وتظهر الزيارات المتكررة للأمير خالد الفيصل ونائبه الأمير عبدالله بن بندر لأماكن استقبال الحجاج وللمشاعر ومراكز الخدمات، توجيه القيادة حفظها الله للقيادات بجميع مستوياتها لخدمة الحاج والإتقان في تقديم الرعاية والاهتمام، وهذا ما نتشرف به في هذا الوطن قيادة وشعبا.

وكانت متابعة الأمير عبدالله بن بندر للتفاصيل الدقيقة خلال جولاته لصالات القدوم في مطار الملك عبدالعزيز وللمشاعر المقدسة عنصرا مهما في تعديل وتقويم عدد من الخدمات التي كان لها صدى كبير لدى مقدمي الخدمة وحجاج البيت، والتي أدت بالمحصلة إلى المراجعة الداخلية المستمرة نحو التميز والإتقان في خدمة الحاج وضيوف الرحمن.

العالم في قلب المملكة، ولذلك خصصت المملكة ميزانيات مفتوحة من دخلها المحلي ودون مقابل لخدمة الحجيج، ويكفيها في ذلك الشرف الرباني لنعمة المكان والزمان وابتغاء الأجر والفضيلة.

العالم في قلب المملكة، ولم ينس المسؤول هنا ضيوف بيت الله الحرام المتواجدين في غرف العناية المركزة، فسيرت القوافل وسيارات الإسعاف ذات العناية المركزة بطواقمها الفنية من المدينة وجدة ومكة نحو المشاعر المقدسة لإتمام أمنية إخواننا لحجهم.

العالم في قلب المملكة، فكان الحج الذكي في تطبيقاته والمسارات الذكية وأساليب التقديم والإدخال سواء لحجاج الداخل أو الخارج أو المتابعة لحركات الحجاج ووسائل نقلهم، وهذا الهدف بدأ قبل سنوات عدة نحو مكة «المدينة الذكية» وبدأ يتحقق وبشكل متسارع سنة بعد أخرى في الخدمة والمتابعة والتقويم.

العالم في قلب المملكة، فهنا يأتي الحجاج من كل دول العالم وباختلافاتهم السياسية والفقهية والاجتماعية، فمنع استغلال الحج للمزايدات السياسية، امتثالا لقول الله عز وجل «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، يستمتع الحجاج بحجهم والتنقل بين المشاعر المقدسة بدون أن يعكر الخلاف والجدال والخصومات أو الشعارات الحزبية صفاء حجهم. ليشعر الحاج بنعمة الوحدة في اللباس والتوجه والهدف.

العالم في قلب المملكة، فأهلا بكم في مملكة الإنسانية بين إخوانكم وأهلكم، والدعاء لكم بالقبول والعودة سالمين.




[email protected]