عبدالغني القش

الحج.. قيادة عالمية.. وجهود خيالية

الجمعة - 17 أغسطس 2018

Fri - 17 Aug 2018

وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رسالة ترحيب بحجاج بيت الله الحرام، مترجمة إلى 6 لغات، وهي: العربية، والإنجليزية، والروسية، والصينية، والفارسية، والأوردية.

ووجه المليك حديثه للحجاج قائلا «نرحب بحجاج بيت الله الحرام الذين بدؤوا في التوافد من مختلف دول العالم إلى المملكة لأداء فريضة الحج، سائلا الله تعالى أن يتقبل حجهم ويوفقهم لأداء الحج المبرور، الذي ليس له جزاء إلا الجنة».

هذا الترحيب والحديث من لدن قائد هذه البلاد يثبت مكانة الحج، ومدى ما توليه حكومتنا الرشيدة من اهتمام وعناية قل بل أكاد أجزم أنه لا يوجد لهما نظير، فالجهود المضنية التي تقوم بها بلادنا على كل الأصعدة والمستويات وفي مختلف المجالات ترمي إلى استمتاع ضيوف الرحمن بتأدية مناسك وشعائر الركن الأعظم في الإسلام وهو الحج، وفي سبيل خدمة وراحة وضمان أمنهم، وسخرت من أجل ذلك كل جهودها.

وخدمة الحجاج لا تقتصر على المشاعر فقط، بل تشمل مكة والمدينة وكل طرق وصول الحجاج برا وبحرا وجوا. وقبلها جهود من خلال السفارات، كما أن خدمة ضيوف الحرمين لا تقتصر على موسم الحج، بل تستمر في كل شهور السنة للمعتمرين الذين تتزايد أعدادهم كل عام.

ووزارة الحج والعمرة تبذل جهودا خارقة تتمثل بتجهيز آلاف الحافلات مكتملة التجهيزات لنقل قرابة مليون ونصف المليون من حجاج الخارج، وتجند الآلاف من الأفراد الذين يشاركون في أعمال الحج.

ونجاح مبادرتها هذا العام «طريق مكة» الرامية لتيسير وصول الحجاج، يضاف لقائمة النجاحات التي تحققت لها.

إن مشاريع توسعة الحرمين الشريفين وتهيئتها لتستوعب الملايين، ومبنى الجمرات المتعدد الأدوار الذي يستوعب 300 ألف حاج في الساعة كلها يسطرها التاريخ بالذهب وليس بمداده.

ورغم كل هذه الجهود المضنية إلا أن بلادنا تجد محاولات مستمرة لاستغلال موسم الحج لأغراض سياسية وطائفية.

وقد بذلت المملكة وما زالت الجهود لوقف الغطرسة اليائسة لبلدان وأحزاب معروفة، ونجحت بلادنا في وقف وصد تلك المحاولات البائسة.

إن ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من جهود في الحج والعمرة وفي الحرمين الشريفين مدعاة للفخر والاعتزاز، وشرف الله بها هذه البلاد وقادتها، وهذا ما يؤكده دوما قائد المسيرة المباركة ويجدده في كل محفل.

وفي تصوري أن إبراز تلك الجهود وهذه المنجزات الضخمة ليس ضجيجا ووهجا إعلاميا بقدر ما هو حقيقة وواقع مشهود وملموس، لكنه يحتاج لجهد إعلامي أكبر لإيصاله للعالم أجمع بمهنية عالمية. لأن تسليط الضوء على تلك الجهود والخدمات الشاملة - المتمثلة في إنفاق مئات المليارات على توسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر وإنشاء الطرق والجسور والأنفاق وعشرات المستشفيات والمراكز الصحية، وتأمين مياه الشرب العذبة والأغذية وإنشاء مخيمات ضد الحريق وفق تصاميم غاية في الروعة والجودة، وإقامة أحدث مجزرة على مستوى العالم، كل ذلك لضمان إقامة الحجاج لمدة خمسة أيام في زمن معلوم ومساحة محدودة جدا وتضاريس متباينة لأكثر من ثلاثة ملايين حاج مسخرة لهم جميع الإمكانات ومذللة لهم كافة الصعوبات - بات متحتما، خاصة في أيامنا هذه، فالعمل في صمت لم يعد مجديا في ظل وجود إعلام يضمر العداء والخبث لبلادنا، وحان الوقت لإلجامه.

إن بلادنا وقد شرفها وأكرمها الله باحتضان أطهر وأقدس البقاع، لا تقارع في عظمتها ومكانتها لدى المسلمين، وهذه الإنجازات العظيمة تشهد لها، ومجرد إيضاح تلك المجهودات وإبراز المشروعات يكمل المنظومة من خلال وسائل إعلامية حديثة وتقليدية لتبلغ العالم.

فلتهنأ بلادنا بهذا الشرف، وليلتقم الكائدون لها حجرا يلجم أفواههم ويسكت نعيقهم ويطمس أعينهم ويدحض ادعاءاتهم، فالواقع خير شاهد، والقافلة تسير.

[email protected]