علي الغامدي

خذ الكاميرا واستمتع بالتجربة

الخميس - 16 أغسطس 2018

Thu - 16 Aug 2018

عام 2013 قامت مجموعة من المطاعم في نيويورك ولندن بمنع تصوير الطعام، مما أثار غرابة كثير من الزبائن الذين يعشقون مشاركة لحظاتهم مع محبيهم ومتابعيهم. وضعت هذه المطاعم لافتات كتب عليها «لا تفسد متعة التجربة بالتصوير». لاقت هذه العبارة بعدها رواجا عالميا حتى اعتقد كثيرون أنها حقيقة.

لا أخفيكم أني أحد من صدق هذه العبارة وآمن بها حتى أصبحت أشعر بالذنب إذا استخدمت كاميرتي في أي مناسبة أحتاج توثيقها. رغم أن البعض ادعى أن المطاعم تمنع تصوير الطعام حتى لا يظهر بشكل أسوأ من الذي يستخدمونه في إعلاناتهم. ولكن ما مدى صحة أن التصوير يفسد المتعة علميا؟

للإجابة عن هذا التساؤل أجرت كرستين ديل الباحثة في جامعة كالفورنيا الجنوبية دراسات عدة لقياس مدى تأثير التصوير على الاستمتاع بالتجربة. فقامت بعمل ثلاث تجارب منفصلة، وقسمت المتطوعين في كل تجربة إلى مجموعتين، إحداهما تصور المغامرة، والثانية تمتنع عن التصوير. أجرت المجموعة الأولى تجربة تذوق الطعام في سوق المزارعين في فيلادلفيا والأخرى قامت بزيارة لأحد المتاحف والثالثة قامت بجولة بالحافلة في الأماكن السياحية في فيلادلفيا. ولتحليل تأثير التصوير قامت بإعطائهم نظارات مجهزة بتقنية مراقبة حركة العين (Eye tracking)، والمرتبطة بشدة بتحليل مدى الاستمتاع بالمشاهدة، كما عملت استطلاع رأي للمشاركين لوصف هذه التجربة.

وكانت المفاجأة أن الذين قاموا بالتصوير سجلوا مستوى أعلى من الاستمتاع بالتجربة بعد أن عبروا عن سعادتهم ورضاهم في الاستبيان، بينما قيم الذين امتنعوا عن التصوير تجاربهم بأنها عادية أو مملة.

أما تركيز العين على التفاصيل المحيطة وتفحصها فقد كان أعلى عند المصورين، بينما كان أقل عند الذين امتنعوا عن التصوير.

فاستنتجت كرستين في بحثها المنشور في مجلة «الجمعية الأمريكية لعلم النفس» أن التصوير يزيد من اندماجنا في اللحظة ويزيد من التركيز على ما يحيط بنا، وبذلك يضاعف من استمتاعنا بالتجربة. كما أن الصور أتاحت قدرة المتطوعين على تكرار مشاهدة هذه اللحظات لاحقا، مما رسخ من الشعور بالسعادة وجعل تأثير التجربة يمتد لفترة أطول.

ولكي يتحقق الاستمتاع بالتجربة يجب ألا يتشتت تركيز المصور بانشغاله بأمور أخرى مثل المبالغة في ضبط إعدادات الكاميرا أو متابعة ردود فعل المتابعين لأن هذا بالتأكيد يشتت تركيز الدماغ على مهمتين في الوقت نفسه، مما يقلل من شعوره بالمتعة كما يحدث تماما عندما تشاهد التلفاز وتتصفح الهاتف الذكي في الوقت نفسه. أما مشاهدة منظر وتصوير نفس المنظر فهو بلا شك أمر يزيد من استمتاعنا به.

بعد انتهائي من قراءة هذا البحث لم أعد أشعر بالذنب عند التصوير كما كنت أفعل، وغيرت القاعدة إلى «خذ الكاميرا واستمتع بالتجربة».

1 لماذا تمنع المطاعم تصوير الطعام؟

2 من قال إن التصوير يفسد متعة التجربة؟

3 ما الذي يحدث لدماغك عند تصوير مغامرة ما؟

4 كيف تزيد الكاميرا متعة مغامراتك وتتجنب إفسادها؟

@ AliGhamdi2