فهد عبدالله

مخرجات هاكاثون الحج

الأربعاء - 15 أغسطس 2018

Wed - 15 Aug 2018

كرنفال تكنولوجي وعرس تقني أقامه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز في الأيام الماضية في تجمع فريد من نوعه على مستوى العالم لخدمة الحج والحجيج.

المتابع الجيد لهاكاثون الحج سيلمح أنه ليس مجرد مسابقة تنافسية أو منتدى عالمي، بل هو أكبر من ذلك بكثير، هو نقطة تحول ومحور تسارعي نهضوي سعودي تجتمع فيه العقول لتتبارز بالمعرفة والفكر والتجديد ليضفي ويؤكد سمة التطور والرغبة الجارفة للريادة التقنية والعلمية للسعودية الجديدة.

يباغتني كثير من الفرح والبهجة عندما أجد مثل هذه التظاهرة العالمية التي تحتفي بالعقول من خلال مئات من ورش العمل المنوعة من حيث اللغة والديانة والدول وحضور المرأة والرجل، ويزيد من إشراقة الفرح أنه من أجل خدمة هدف عظيم في تطور خدمات الحج والحجيج.

من خلال المتابعة عن بعد لهذه التظاهرة فائقة الجمال التي في ظني رسمت مسارا جديدا لنوعية التسابق المعرفي والتنويري الذي تركض فيه السعودية الجديدة تجاه بناء الإنسان والشكل الريادي العالمي، وجدت أن هناك طاقة علمية وفكرية كامنة شبابية يكتنزها أبناء الوطن، وبمجرد وجود قالب مثل هذا الماراثون سيحرر هذه الطاقة الكامنة ويجعلها متحركة تظهر في إنجازات مثل البرمجيات وتطبيقات لخدمة هدف معين، وهذا الجانب أعتقد أيضا أنه ينطبق على مجالات متعددة ليست محصورة فقط في الجانب التقني، بل أيضا تشمل المجالات العلمية في الاكتشافات والاختراعات وبقية التنافسات العالمية العلمية من أجل خدمة المشترك الإنساني العلم والمعرفة.

ومن حيثيات مخرجات هذا الحدث أنه رفع سقف الاهتمامات الشبابية من خلال التوجيه الرسمي المدعوم لمثل هذه المؤتمرات والماراثونات التي قد تجد من خلالها شبابا سعوديا تعززت لديه توجهاته المستقبلية العلمية فضلا عن الصورة البانورامية التي تكونت لدى المشاركين والمتابعين لأهمية طريق التقنية والبرمجيات لدى أجيال المستقبل.

وكأول هاكاثون في الشرق في الأوسط وبهذا الحجم والتفاعل وكسر الرقم القياسي لعدد المشاركين الذي قارب الثلاثة آلاف مشارك، وضع المملكة العربية السعودية في دفة الريادة العلمية التقنية، مما يحملها عبء الاستمرارية في هذه الريادة التي نصت عليها رؤية 2030 وكواليس نجاح هذه التظاهرة العالمية.

ولا بد أن يشكر القائمون على هذا الحدث الذي أوضح قدرة وتفاني الشباب السعودي في إمكانية استضافة أي حدث عالمي مهما كان حجمه ونوعه، وتجد هذا جليا في اتساع حجم هذا الحدث وجودة التفاصيل الإعدادية الصغيرة قبل الكبيرة.

ومن المخرجات أيضا خدمة الحج والحجيج بمئات الأفكار والتطبيقات البرمجية التي ستدخل حيز الاهتمام من قبل الجهات ذات العلاقة من حيث التطوير والمعالجة قبل أن تأخذ حيز التنفيذ، المهم هنا أن هذا المخزون المليء بالأفكار المتنوعة التي منها ما هو مكتمل وأخرى ما زالت قيد التطوير، لا بد من رعايته من خلال مراجعة هذه الأفكار ومعالجتها وتطويرها وفرز ما هو قابل للتطبيق وتنفيذه، وفي ظني أنها المهمة التي ستثبت حجر زاوية نجاح الهاكاثون.

تراكم مثل هذه الأحداث والأنشطة بمختلف أشكالها سيوجد حالة معرفية متميزة تتزايد جودتها من حدث لآخر، وستشكل نجاحات متعددة على مستوى العلم والمعرفة والريادة السعودية العالمية وتجلي إبداعات أبناء الوطن.