شكري سمارة: الجواهري شاعر استثنائي

الاحد - 12 أغسطس 2018

Sun - 12 Aug 2018

No Image Caption
شكري سمارة متحدثا خلال المحاضرة (مكة)
يرى الناقد الدكتور شكري سمارة أن «الشاعر الجواهري شاعر استثنائي، يمثل القصيدة العربية في العصر الحديث»، وذلك في المحاضرة التي ألقاها أخيرا في نادي المدينة المنورة الأدبي بعنوان: سيرة الجواهري الذاتية من خلال شعره، وقدمها معبر النهاري.

وقال الدكتور شكري «ولد الشاعر مهدي الجواهري سنة 1899ميلادية في العراق وتوفي عام 1997م ودفن في مقبرة الغرباء في دمشق، وظل لأكثر من 85 عاما متربعا قمة الشعراء العرب، وهو شاعر استثنائي، وقد أشار الرواة إلى أن نظم الجواهري من الشعر بلغ 25318 بيتا، وهذا نظم يساوي ما كتبه البحتري وأبو تمام والمتنبي وأبوالعلاء والشريف الرضي»

وأضاف «أراد له أبوه منذ بواكير حياته أن يكون عالما، وقد تلقى الجواهري الفقه منذ العاشرة، أما نظم الشعر فإن أول قصائده حين كان عمره 13سنة، وأول مرة نشر في عام 1921م، وظل الجواهري وفيا لأبيه حتى بعد وفاته وفي سن الـ17، ولم يخلع عمامة العلم حتى عام 1947م في عهد فيصل الأول»

وأوضح الدكتور سمارة أن اسم عائلة الشاعر الجواهري ينسب إلى كتاب، وهو كتاب جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام الذي كتبه قبل مئتين وخمسين عاما جده محمد الحسن النجفي وأطلق على جده من بعدها لقب صاحب الجواهر ومن هنا جاء الاسم»

وقال «إن للجواهري مساهمات كبرى في الحياة العامة، وكان يود أن يجمع الصحافة إلى الشعر، لكنه تراجع عن ذلك حتى بعد تأسسيه لصحيفة الثورة، وكونه نقيبا للصحفيين، وقد شارك في ثورة العشرين ورشح لمجلس النواب العراقي»

ويرى الدكتور شكري « أن الجواهري يمثل القصيدة العربية التقليدية في العصر الحديث، يتمتع بنفس طويل جدا، ولديه تصور متقدم في مفهوم الأدب» ويتفق شكري سمارة مع النقاد «أن الشعر الحر أو النثري تأخر في العراق والبلاد المجاورة لها بسبب وجود الجواهري، الذي استمر حتى الثمانين من عمره على نظم القصيدة العمودية التي تعتمد الوزن والقافية، ولكنه بعد ذلك كتب قصيدة النثر، ولعله أراد مجاراة معاصريه».

ووصف شعر الجواهري بقوله «أسلوبه قوي التعبير مرهف الإحساس، وأما لغته العظيمة فإن فيها ألفاظا ما كان لقارئ أو كاتب أو شاعر أن يتصور أن الجواهري وصل إلى هذا الإتقان الكبير في اللغة، أما الموسيقى الشعرية فإنه استطاع من خلالها أن يلامس القلوب، وتجد في معظم قصائده مسحة حزن رهيب، بسبب أنه لم يكن مستقرا وسبب ذلك وكان يتمسك برأيه».

وأضاف الدكتور «كان الجواهري رحالا ومتنقلا لاتجد بلدا عربيا إلا ووردت في شعر الجواهري وقد تحدث عن الحروب العالمية وستنالغراد وعن كثير كان من تاريخ تلك الدول بوعي كامل ومعرفة واسعة، وقد سحبت منه جنسيته مرتين، وحصل على الجنسية السورية، وهذا يدل على أنه شاعر صعب المراس».

وألقى الدكتور ضمن المحاضرة عددا من قصائد الجواهري مثل «إلى فتيان الخليج، وبين يومين، والمقصورة، ويافا، ورثاء في زوجته أمونة».