حسن علي القحطاني

بدء العد التنازلي لأم الحروب الإيرانية

السبت - 11 أغسطس 2018

Sat - 11 Aug 2018

دخلت العقوبات الأمريكية على ملالي إيران حيز التنفيذ، وبدأ العد التنازلي لتغيير سلوك نظام ولاية الفقيه في طهران أو سقوطه غير مأسوف عليه على يد الشعب الإيراني، تبخرت أم الحروب التي تبجح بها روحاني عندما تلقى صفعة إعلان العقوبات من الولايات المتحدة الأمريكية، وتعامله بعنجهية مع دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للتفاوض قبل سريان هذه العقوبات بقليل.

وفي رأيي إن أم الحروب هذه ستكون بين نظام الملالي وشعب إيران الثائر منذ عام مضى، وستكون إيرانية إيرانية، فمع بداية تطبيق المرحلة الأولى من العقوبات ستزداد الأمور وضوحا أمام هذا الشعب الغاضب، خاصة لدى من تخدر وخدع بالشعارات التي يرددها نظامهم كذبا منذ 39 عاما، وستنكشف جريمة تحويل وطنهم إيران إلى سجن داخلي كبير لكل الشرفاء منهم، ومنصة خارجية لتصدير الطائفية والعنصرية والإرهاب باسم المذهب والمعتقد، كلفتهم ما يزيد على 400

مليار دولار كانت كفيلة بدفع عجلة التنمية في بلادهم، بينما يفتك الجوع والتخلف بهم، ويقع تحت خط الفقر نحو 70 % منهم، والبطالة بين شبابهم زادت على 35 %، وحتى الأثرياء (ممن يعرفون بتجار البازار) لن يكون حالهم أفضل، فتلاشي القيمة الفعلية لأرصدتهم في البنوك المحلية مع وصول سعر صرف التومان الإيراني إلى ما يزيد على المئة ألف للدولار الأمريكي الواحد، وتجميد أرصدتهم وممتلكاتهم الخارجية ومطاردة كل من سيتعامل معهم، هذا كله كفيل بإسقاط الشعارات الثورية التي يرفعها قادة نظام الملالي في تبريرهم لدعم الإرهاب ونشره بين دول الجوار، ويصبح تصدير الثورة وبالا على الشعب الذي يزداد غضبه يوميا بعد آخر في شتى أنحاء إيران. في الأسبوع الماضي أحرق الثوار الإيرانيون إحدى الحوزات الدينية، وهذا يحمل دلائل على تحول كبير في الرأي العام الإيراني، فهذه الحوزات شكلت قاعدة ثورة الخميني عام 1979، وكانت تحظى باحترام يجعل المساس بها من المحرمات، وهذا ما منع شاه إيران في ذلك الوقت محمد رضا بهلوي من الاقتراب منها، حرقها يعني بوضوح خسارة كبير الدجالين مرشد طهران وأذنابه من الملالي الرهان على عواطف الناس الدينية، وضجرهم من كل معمم ينتمي لهذه الفئة الخبيثة، واقتراب المواجهة الحاسمة مع هذا النظام الأرعن الذي مضى في غيه متكبرا على صوت شعبه، ومتجاهلا لكل نداءات السلم والسلام للسير بعلاقات طبيعية مع دول العالم.

العنجهية الإيرانية في التعامل مع كل المبادرات والنداءات الدولية تجعلني أستحضر تفاصيل مشهد عنجهية نظام صدام حسين عندما احتل الكويت في مثل هذا الشهر من عام 1990، حيث عقد اجتماع بين جمس بيكر وطارق عزيز لمناقشة انسحاب الجيش العراقي سلميا وتجنب قيام المواجهة المسلحة بين قوى التحالف الدولي المشكلة من 36 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية والجيش العراقي، إلا أن مكابرة نظام صدام حسين فوتت الفرصة الأخيرة، ليدفع بعد ذلك الشعب العراقي والوطن العربي ثمن ذلك القرار العنجهي.

الأيام المقبلة حبلى بما لا يسر مرشد طهران ونظامه، ولن يجد ملالي طهران من يقف في صفه حتى من ميليشيات الإرهاب التي زرعها في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين المحتلة والأرجنتين وبعض دول القارة السوداء، لأن هذه الفئران المرتزقة ستكون أول المتلاشين مع نفاد المال الأسود الإيراني، وسيجرون إلى المحاكم الدولية جرا، أو ينتهي بهم الحال في جحر يرشد عليه الإيرانيون، كما أرشد العراقيون على جحر صدام حسين. موعدنا غدا وإن غدا لناظره قريب.