عبدالله قاسم العنزي

حقوقيون خارج القانون

الجمعة - 10 أغسطس 2018

Fri - 10 Aug 2018

إن النشاط الحقوقي الذي يمارس لإظهار الحقائق ورفع المظالم ظاهرة نجدها في مجتمعات متنوعة ومختلفة ومتباينة ظهرت فيها الطبقية والعنصرية، وحقوق الإنسان فيها شبه منعدمة، وهي في مجتمع بهذا الوصف تعد ظاهرة صحية لرفع المظالم عن الشريحة المستضعفة في ذلك المجتمع، ولو أردنا أن نصف الحقوقي لقلنا إنه شخصية قانونية محايدة تنظر إلى التجاوزات بحق الإنسان بغض النظر عمن يكون ذلك الإنسان، ليس ابن منطقة أو قبيلة ولا حتى ابن الحي الذي يسكنه ذلك الحقوقي.

إنه كما أتخيله ويتخيله الآخرون شخصية وطنية لا تتلقى إملاءات وإيعازا من دول ومنظمات لتغيير نظام اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي في مجتمع ما، فهذا لا يعد حقوقيا بقدر ما نصنفه بالطابور الخامس الذي يجب إبعاده عن المجتمع وفق القانون حتى يستريح المجتمع من عبثه الذي خرج عن النظام وعن مصالح المجتمع.

بين عشية وضحاها بدأنا نسمع عن حقوقيين وناشطات حقوقيات، وأنا متأكد أن مثل هذا العمل الطوعي المدني لا أحد يعارضه، ولكن أصبح النشاط الحقوقي مهنة من لا مهنة له، وصنعه يتكسب من ورائها وجاهات اجتماعية وحتى مادية ومن لديه مثل هذه الأبعاد والأطماع فإن نشاطه مشبوه وغير بريء، ولا تغيبنا عباءة المصطلح الذي يلبسها عن ماهية حقيقته وأبعاد أعماله وأنشطته.

لك أن تتخيل - عزيزي القارئ - أننا بدأنا نسمع عن حقوقيات وحقوقيين لا يحملون الشهادة الثانوية، وتقام لهم محافل دولية ويحوزون جوائز، بينما لو جلست مع أحدهم لعرفت محدودية ثقافته ولصرفت النظر عما يقول من أول سماعك لحديثه!

إن التجاوزات غير الدبلوماسية والخارجة عن العرف في علاقات الدول من كندا تعد إساءة في حق سيادة الدولة السعودية، ولكن ما يثير استغرابي لماذا جاءت هذه التصريحات في هذا الوقت؟ وكيف نربطها مع مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مقابلة الرئيس الإيراني حسن روحاني؟ وهل هنالك محاولات ضغط إعلامي دولي على المملكة؟! وهل هنالك أيد تتصافح من تحت الطاولة ضد المملكة؟ هذه الأسئلة بالتأكيد مفتوحة أمامنا تبحث عن إجابة ولكن المملكة العربية السعودية قادرة على أن تردع كل من يتطاول على سيادتها ولها أدوار غير مسبوقة في حقوق الإنسان وسعت بكل أجهزتها لأن يعيش مواطنوها برفاهية وسعادة، ومن تطالب بهم كندا بقصد إثارة الرأي العام الدولي ليسوا حقوقيين، إنما هم أشخاص أوقفوا بموجب مذكرة إيقاف من النيابة العامة لاستكمال الإجراءات اللازمة فيما ارتكبوه من تصرفات وأقاموه من علاقات مع منظمات خارجية وتجمعات داخلية في غرف مغلقة خارجة عن النظام وعن مصالح الدولة والمجتمع، من وجهة نظري يجب على كندا أن تسير في الطريق الصحيح، وألا تعصب عينيها عن الحقيقة، وألا تلعب في الخفاء، وتعود إلى رشدها لأن المملكة غنية عنها وعن الدول الأخرى في العالم.