أحمد صالح حلبي

الملك عبدالعزيز وسقاية الحجيج

الجمعة - 10 أغسطس 2018

Fri - 10 Aug 2018

قبل تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ كانت مكة المكرمة تعاني من نقص في المياه، وتزداد المعاناة مع قدوم موسم الحج وارتفاع الاستهلاك، وكانت المشاعر المقدسة «عرفات، مزدلفة، منى» أكثر معاناة لعدم وجود شبكات لتوزيع المياه ـ آنذاك، إضافة إلى عدم توفر وسائل نقل للمياه قادرة على إيصالها بشكل سريع وجيد.

وقد أدرك الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ ذلك بعد دخوله مكة المكرمة، فعمل على بحث احتياجات الحجاج من المياه وإزالة العوائق أمامهم، وجاءت خطوته الأولى بصدور أمره الكريم في السادس عشر من محرم عام 1346 هـ بحفر عدد من الآبار الارتوازية بالمشاعر المقدسة، إضافة إلى توجيهه في العام نفسه بإنشاء إدارة خاصة تعنى بالمياه وتعمل على توفيرها أطلق عليها «إدارة عين زبيدة»، والتي تولت الإشراف الكامل على عين زبيدة والآبار الخاصة بها، وعملت على تنظيفها وترميمها.

وتولى الشيخ عبدالله الدهلوي وضع التنظيمات الخاصة بهذه الإدارة، والتي كان من أبزرها إيصال المياه لأحياء مكة المكرمة، في خطوة استهدفت أولا سد احتياجات مكة المكرمة من المياه على مدار العام وفي موسم الحج.

ولم يكن توفر المياه بشكل كامل في مكة المكرمة هو الهدف الذي سعى إليه الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله، فقد حرص على توفير المياه بطرق الحجاج، وبدأ تنفيذ ذلك في عام 1348 هـ من خلال وضع مصابيح على الآبار وإضاءتها ليلا، إضافة لوضع لوحات إرشادية على الطرقات يهتدي بها الحجاج لمواقع الآبار، وتعيين عامل على كل بئر يتولى سقاية من يرد على البئر، دون مقابل.

وفي عام 1346 هـ،

وهو العام الذي صدر فيه أمر الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ بحفر عدد من الآبار الارتوازية بالمشاعر المقدسة، صدر أمره ـ رحمه الله ـ باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لتأمين احتياجات الحجاج والمعتمرين من المياه، إضافة إلى تزويد سكان مدينة جدة بالماء.

واستمر الاهتمام بتوفير المياه للحجيج منذ ذلك الحين حتى وقتنا الحاضر، وفي موسم حج العام الماضي 1438 هــ، كشف مدير عام المياه بمنطقة مكة المكرمة المهندس محمد الغامدي أن إجمالي كميات المياه التي تم ضخها بشبكات المياه بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج هذا حتى نهاية يوم 13 ذي الحجة قاربت الـ 30 مليون م3.

ولفت الغامدي إلى أن استكمال أنظمة التشغيل والتحكم عن بعد وعملها بصورة متكاملة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة يتمان من خلال مركزين لنظام «سكادا» ومراقبة ضغوط المياه عن بعد في شبكات الإمداد والتكييف.

ومن هنا يتضح مدى اهتمام حكومة المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ بحجاج بيت الله الحرام وتوفير كل احتياجاتهم، دون النظر لأي عائد مالي تجنيه الدولة منهم.

[email protected]