أمل السليم

وهم التميز!

الاحد - 05 أغسطس 2018

Sun - 05 Aug 2018

التميز حلم يطمح في الوصول إليه كثير من العاملين والشركات والمؤسسات، لكن هل ما يرغبون في الوصول إليه تميز حقيقي أم تميز وهمي؟!

هناك فرق بين الشخص المتميز والشخص الذي يتوهم التميز، ولكن مع الأسف نجد جمهورا من المصفقين يجعلونه متوهم التميز يكمل مسيرة الوهم، فنجده لا يترك مجالا إلا ويساهم فيه، من دورات ومؤتمرات وجوائز وملتقيات وابتكارات وغيرها، لا بجهده وفكره بل معتمدا على غيره، فهو يجهل حتى أبجديات تقييم العمل المتميز.

للتميز قيم وأخلاق، ومن حق الجميع أن يسعى له لكن لا بد أن يحققه عن طريق الجد والعمل والاجتهاد والفكر والعلم، ليس فقط إدراج أسماء في قائمة التميز للفت الأنظار ولتسليط الأضواء والفلاشات لإثبات ذواتهم وإشباع نقصهم وتحقيق أهدافهم الشخصية أو التجارية، مثل المتسوق الذي يبحث عن التميز والماركات حتى وإن كانت وهما، فقد أصبح ذلك هوسا عند كثيرين، مما أدى إلى انتشار عدد من الوكالات التي أصبحت تسوق للتميز تجاريا ومنح الجهات والأفراد شهادات وألقابا حتى تجذب العميل بدون جودة حقيقية (أسلوب تسويق).

وهم التميز ينتج عن ضعف في الشخصية ونقص في الثقة بالأداء والفكر وضعف المهارات والقدرات التي لا تمكن صاحبها من بلوغ التميز الحقيقي بقيمه وأخلاقياته، فنتج لدينا عدد من العاملين همهم الأول حصد لقب النجاح والتميز بدون واقع فعلي لما يقدمونه، فلنحذر من ذلك، فوهم التميز والإبداع أشد خطرا من وهم الفشل، إذ إنه مضيعة للوقت وخسارة مادية وبشرية.

يقول جبران خليل جبران «أنا لا أعرف الحقيقة المجردة، ولكني أركع متواضعا أمام جهلي، وفي هذا فخري وأجري».

وإن لم يظهر لنا نتاج ذلك على المدى القصير لكن مصيره الظهور ورؤية النتائج، فالتميز الحقيقي هو المستمر، والتميز الوهمي مصيره الانتهاء والفشل، فتسقط معه آمال المنظمة وأحلامها لأنه لا أساس صحيحا لهذا النجاح.

يعلم جميع من يطمح للتميز أننا مجتمع إسلامي، وقبل أي أخلاقيات مهنة أو عمل جاءت لنا من الغرب، ديننا دين الخلق الرفيع، فلنسع للتميز لكن بقيم ومبادئ وأخلاقيات التميز من أمانة وصدق قول وعمل وإتقان وجودة أداء ومنافسة شريفة ذات أثر إيجابي لتحقيق الأفضل في بيئة العمل.

استدامة التميز هي هدفنا وليس فقط التميز، لذا علينا أن نتبع الطرق السليمة لبلوغ النجاح الحقيقي الذي يصنع بصمة المجد فتنتج لنا نجاحات متكررة تحقق الاستدامة المطلوبة، وهذا يجسد ما قاله محمد بن راشد آل مكتوم «في سباق التميز ليس هناك خط للنهاية».

@SleemAmal