حسن علي القحطاني

صفقة القرن

السبت - 04 أغسطس 2018

Sat - 04 Aug 2018

لم يكن جديدا ولا مستغربا موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - في الرسالة شديدة اللهجة التي بعثها الأسبوع الماضي إلى الحكومة الأمريكية حول القدس وحقوق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

هي المملكة العربية السعودية، وهذه مواقفها الثابتة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في جميع القضايا العربية والإسلامية، ويأتي على رأس ثوابت سياستها دعم ومساندة القضية الفلسطينية.

هذا الموقف الثابت بدأ منذ كانت المملكة في طور النشأة والتأسيس، فموقفها المؤيد والمناصر للشعب الفلسطيني ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية العالمية لم يتغير، إذ جاءت القضية الفلسطينية في صلب المفاوضات التي تمت بين الملك عبدالعزيز والحكومة البريطانية في اجتماعات وادي العقيق في جمادى الأولى عام 1345هـ/‏1926م، حيث أراد البريطانيون أن يعترف الملك عبدالعزيز بمركز خاص لهم في فلسطين، وأن يعترف بوعد بلفور المضمن في صك الانتداب البريطاني، فرفض المساومة على الحقوق الثابتة للأمة العربية في فلسطين.

وفي مؤتمر لندن عام 1935م (المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة) المعقود لمناقشة القضية الفلسطينية، لم تتوان السعودية في دعم ومساندة الموقف الفلسطيني.

وتتابعت المواقف المشرفة في شتى المجالات لملوكنا من أبناء المؤسس، فتبلورت المبادرة العربية للسلام عام 2002، والتي حظيت بتأييد عالمي واسع.

واستمر الدعم والمساندة بلا انقطاع في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، فكان في مقدمة الداعمين للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، كحقه في أن تكون له دولة مستقلة عاصمتها القدس، مع العمل على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، واعتبارها شرطا لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني المشروعة والعادلة في وطنه.

وأكد الملك سلمان في أكثر من محفل دولي وقوف السعودية الكامل مع الشعب الفلسطيني لتحقيق مطالبه المشروعة، والتصدي للتوسع الاستيطاني الذي تمارسه إسرائيل، مشددا على تكثيف الجهود لإيجاد موقف دولي موحد لممارسة الضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني كل أراضيه المحتلة بما فيها القدس، وأن مخططات إسرائيل تشكل عائقا أمام السلام وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية، إضافة إلى ما تشكله من اعتداء سافر على الحقوق الشرعية الثابتة للشعب الفلسطيني.

ولعب الملك سلمان دورا أساسيا ومحوريا في قضية إغلاق أبواب المسجد الأقصى الذي مارسته إسرائيل ضد الفلسطينيين العام الماضي، وأجرى اتصالات بقادة وزعماء العالم لوقف الممارسات الإسرائيلية التي تنتهك الأعراف والقوانين الدولية، لتتكلل جهوده بإعادة فتح أبواب المسجد الأقصى أمام الزوار والمصلين، وكذلك الدعم المالي السخي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإطلاق اسم «القدس» على القمة العربية الأخيرة.

وصولا إلى إعلان موقفه الأسبوع الماضي مما عرف بـ «صفقة القرن»، الذي عبر فيه عن رفضه أي خطة سلام لا تشمل الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، والتأكيد على حقوق عودة اللاجئين الفلسطينيين، مما أثار حفيظة إعلام العدو الإسرائيلي الذي رأى في ذلك إنهاء لـ «صفقة القرن»، حيث كتبت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن المملكة العربية السعودية قضت على الآمال في صفقة القرن الأمريكية، بعد توجيهها رسالة قاسية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

hq22222@