ماركة مسجلة

الجمعة - 03 أغسطس 2018

Fri - 03 Aug 2018

يلعب الحظ دورا كبيرا في حياتنا، فبه يعلو أقوام ويسقط آخرون، فما بين الحسن والسيئ تتجاذب الآراء حوله، وقد أثبتت الأحداث أن الحظ ليس وهما يتلبس صاحبه، بل هو حقيقة إلهية ثابتة.

كما ثبت في الصحيحين قول النبي - صلى الله عليه وسلم «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد». والجد: بفتح الجيم هو الحظ، فالإنسان وإن أعطي الخير والغنى والرئاسة، وهذا من حسن الحظ بلا شك، إلا أنه بقدر الله تعالى.

وطالما نعيش هذه الأيام أجواء مونديالية لا تخلو من حضور الحظ لهذا الفريق أو ذاك، نستذكر خلالها إحدى الحقائق المعاصرة للحظ الحسن، ألا وهي ولوج اسم لاعب الهلال والمنتخب السعودي محمد جحفلي موسوعة الماركات المسجلة، لمجرد تسجيله ذلك الهدف الشهير في مرمى الخصم، ليصبح اسمه يتردد على كل حالة مشابهة.

ومن العجيب أنه تخطى حدود الوطن ليتردد صداه في الدول المجاورة، وقد زاد حضوره هذه الأيام في مونديال روسيا، حتى إنه سمي من بعض المتابعين بمونديال الجحفلة.

ورغم أن اللاعب لم تتجاوز أهدافه المسجلة أصابع اليد الواحدة، إلا أن الحظ ساهم بشكل كبير في تخليد اسمه بين كافة أطياف المجتمع، فلو سألت طفلا في الشارع عن معنى هذه (اللزمة) فستجد جوابه الوافي الكافي، وأحيانا يذكر هذا الوصف في دوائر بعيدة عن كرة القدم، ليصبح تعبيرا بليغا لكل خسارة يتكبدها المرء في الرمق الأخير.

والملاحظ أن هذه العبارة بدأت ملازمة لصاحبها وانتهت اليوم بأيقونة يتداولها الناس، وستظل كذلك حتى وإن رحل ذلك المسبب عن المستطيل الأخضر، لتكتب حقيقة أن الحظ قد يكون سببا في نجاحات كثير من بني البشر بعيدا عن كل جهد يبذل أو استماتة في بلوغ هدف.

وكما قال أحمد شوقي:

والحظ يبني لك الدنيا بلا عمد

ويهدم الدعم الطولى إذا خانا.

الأكثر قراءة