عبدالله آل مزهر الدوسي

الباحة.. البيئة والبنية!

الجمعة - 03 أغسطس 2018

Fri - 03 Aug 2018

تتميز منطقة الباحة بطبوغرافية مميزة كغيرها من المناطق الجنوبية التي تزخر بتنوع إيكولوجي يؤهلها لتكون بيئة مناسبة جدا للسياحة العلمية والترفيهية على حد سواء، مشكلة المنطقة التي تحدثت عنها غير مرة هي في «البيئة والبنية «، فالبيئة مع الأسف الشديد لم تجد الاهتمام الكافي خلال العقود الماضية، ولم يكن هناك وعي بيئي من مختلف الجهات المعنية، ثم تأتي البنية التحتية التي أيضا لم ترق بعد لتحقيق أهداف وتطلعات أبنائها الذين يؤمنون بأهمية منطقتهم وبجمالها وما فيها من مقومات متعددة للسياحة والترفيه والاستثمار غير المنقطع صيفا وشتاء.

وما يعطي أملا كبيرا وشعورا بالغبطة ما يقوم به أميرها الشاب الواعي الأمير الدكتور حسام بن سعود الذي بذل ولا يزال يبذل كل الجهود الممكنة في المحافظة على «بيئتها» وتعزيز «بنيتها» بما يكفل خلق وجه جديد زاه للمنطقة من أقصاها إلى أقصاها، كان أبرزها إنشاء لجنة خاصة للعناية بالبيئة في المنطقة برئاسة عبدالله مكني، كأول لجنة من نوعها على مر تاريخ المنطقة.

ولكن هذه الجهود لا بد أن تساندها قناعة تامة بأهمية وجدوى الاستثمار في كل المواقع المناسبة - وما أكثرها - بحيث يتم توفير كل ما ينشده المواطن والسائح الداخلي والخارجي من خدمات عامة كاملة وعلى مستوى عال من الجودة، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من استقطاب المستثمرين من أبناء المنطقة ورجال الأعمال السعوديين والخليجيين، وحتى العرب كافة، وتقديم كافة التسهيلات لهم وتوفير المواقع المجانية التي تتطلبها مشاريعهم من أملاك الدولة الشاسعة في المنطقة، وإغرائهم باستثمار مشجع جدا يضمن موافقتهم على تنفيذ مشروعات خدمية وترفيهية عالية المستوى ستكون بإذن الله مصدر جذب سياحي داخلي وخارجي صيفا وشتاء، حيث إن الشتاء حاليا يمثل فترة ركود قاتلة على مر العقود السابقة، كما أن تطوير الخدمات التعليمية يعد ركيزة أساسية لتوطين أهالي المنطقة والحد من الهجرة إلى المدن الكبرى، حيث تمثل الهجرة في بعض القرى 100% شتاء.

إن العمل الجاد الدؤوب سيسفر بإذن الله عن تغيير شامل غير مسبوق لكل نواحي الحياة في منطقة الباحة وستكون «وجها ولسانا» للمنطقة الجنوبية كلها بإذن الله. كل ما أنادي به إطلاق أيدي النشطاء فيها للتخطيط الاستراتيجي الواعي والدراسة المتأنية الرصينة، وذلك للبحث عن أنجع السبل لتحقيق هذا الهدف السامي الكبير، وتحقيق نقلة نوعية شاملة في مجالي «البيئة والبنية»، واستغلال الرغبة العميقة الصادقة لأمير المنطقة لدعم هذا التوجه الذي أجزم أنه سيجد منه كل الدعم والتشجيع المطلقين.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال