فهد عبدالله

عندما يتنامى الوعي

الجمعة - 03 أغسطس 2018

Fri - 03 Aug 2018

يوما بعد يوم وتجربة بعد أخرى ومع رصيد هائل من النظر والتأمل والتعاملات ومخالطة البشر، سيتكون لديك مكنون يعرف بالوعي، يتزايد تدريجيا مع تقدم التجارب والزمن، وهذا المكنون يتشكل بطريقة مختلفة من شخص لآخر، والمهم هنا أن رصيد الوعي يحتم على الإنسان تلقائيا أن يشعر ويفكر ويتصرف على آخر نسخة محدثة من هذا الوعي.

أورد هنا بعض المقاطع العرضية المتنوعة لحالات بشرية لديها وعي متنام ظهر في صور مختلفة وأكتبها إليك:

عندما يتنامى الوعي ستنفرج أسارير محياك في أغلب الأحيان حتى مع وجود تلك المكدرات الطبيعية التي تحوم حولك لتفهمك لطبيعة أحداث الحياة الملونة.

عندما يتنامى الوعي ستدرك أن التفكير ولو لحظة في أي منطقة صراع كانت ستجلب لك أيضا صراعات بشكل مختلف في داخلك، وتدرك حقيقة أن معيارية الوعي مرتبطة بالتحديث المستمر لكل جدارات الحماية الداخلية التي تمنع تسربات هذه الصراعات في داخلك، وتعلم يقينا لكونك واعيا أن الاختراقات لهذه الحماية ستحصل، غير أن حالة الوعي المحدثة قادرة على التعامل مع أثرها من حيث المقاومة والتحجيم.

عندما يتنامى الوعي سيكون الحب جوهر القيم لديك وسيتفاقم لديك حتى تظن أنك لو وزعت طاقة الحب لديك على جمع من الناس لكفتهم وجدانا ورحمة.

عندما يتنامى الوعي ستجعل من جميع مسلماتك مرتبكة ليس لكونها ذات قلق لديك بقدر ما أن أعماق تجاربك الحياتية ترسل لك دائما نداءات بزيادة مساحات الإنصات لديك وتتبع بواعث أوجه النظر المختلفة، فضلا عن شغف الرغبة لرؤية تكاملية الصورة التي دائما لن تكتمل.

عندما يتنامى الوعي ستجد أن الحياة لا يجب أن تكون روتينية رتيبة، بل ستجد تلقائية التجارب الجديدة اليومية تركض في دمائك، مما يجعلك أيضا في حالة ركض في الممارسات الجديدة.

عندما يتنامى الوعي ستعلم أن كل شيء في هذا الوجود لم ولن يكون صدفة وأن كل شيء خلق بقدر، عندها ستقرأ الرسائل الكونية الموجهة لك قراءة مرتلة مجودة.

عندما يتنامى الوعي ستغفر الزلات وتقيل عثرات الكرام، بل ستجد نفسك تريد أن تتعالى عن النقد تجاه الأمور أو الأشخاص وحتى لو نقدا إيجابيا لكونك منشغلا بما أنت عليه وذاهب إليه.

عندما يتنامى الوعي ستجد عالمك الداخلي يفوق اتساعا في الحجم عن عالمك الخارجي، فيؤنسك الانفراد أضعاف ما يؤنسك الاجتماع، وتشغلك كواليس التفاصيل والمواقف فيما يعود عليك بالتصحيح والتقدم.

عندما يتنامى الوعي تميل دائما إلى التزام الصمت لإدراكك بأنه لا يأتي غالبا إلا بخير، وستجعل من نداءات قلبك هي الضابط في الإقدام والامتناع لإيمانك بأنه الحاسة القيادية لتوجهاتك وانفعالاتك.

عندما يتنامى الوعي ستجعل من اللحظة الآنية لحظة ذات اهتمام يفوق الانغماس في لحظات الماضي وترقب لحظات المستقبل لأنها هي ما تملك وما يمكن أن تؤثر على الماضي والمستقبل.

عندما يتنامى الوعي ستحاول التعبير عن مشاعرك كما هي نقية غير مزخرفة أو مقنعة كأنك طفل في السنة السابعة من عمرك.

عندما يتنامى الوعي ستحاول بشكل مستمر أن تجعل من نبع السلام الداخلي لديك يغمر أغلب مواقفك ومشاعرك العائمة لأن حالة الوعي الجديدة أصبحت تلملم الهدوء والسعادة وتحميها من المكدرات وسلبية التفاعلات.

عندما يتنامى الوعي ستدرك أن الوعي ليس له نهاية وأن شيئا من معيارية السعادة والصوابية والحكمة يكمن في مواصلة الاستمرار في تنامي الوعي.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال