"مشاة الرياض النسائية" تواجه التحديات بالتقنية

الجمعة - 03 أغسطس 2018

Fri - 03 Aug 2018

وجدت مجموعة مشاة الرياض النسائية الحل لمجموعة من التحديات التي تواجه ممارسة رياضة المشي بالنسبة للسيدات والفتيات، والتي كان من أبرزها الانشغال بالتزامات الحياة الأسرية والوظيفية والاجتماعية وعدم القدرة على الحضور للموعد المحدد أحيانا، فضلا عن درجة الحرارة التي قد تتطلب أزياء رياضية لا يمكن ارتداؤها في أماكن عامة.

خيار مفضل للمشغولات

الدكتورة أسماء اليمني مؤسسة مجموعة مشاة الرياض النسائية أشارت إلى فوائد عدة تحققت لمجموعتها التطوعية بفضل استخدام تطبيق سترافا STRAVA والذي يختص برصد أنشطة اللياقة البدنية، هذه الميزة جعلت المجموعة لا تشترط الحضور الشخصي أو الالتزام بجدول صارم لأداء التمارين، وهو ما جعل منها خيارا مفضلا للسيدات المشغولات بواجباتهن اليومية.

الرياضة ليست للمحترفين فقط

التطبيقات الالكترونية الخاصة بالتمارين الرياضية ليست مجرد وسائل متقدمة للرفاهية أو مخصصة للمحترفين، ولكنها باتت بدائل معنية بتسهيل ظروف وكيفية ممارسة الرياضة للجميع، بل وتقييمها عبر نتائج دقيقة، هذا ما أكدته اليمني، وهي أستاذة جامعية متخصصة في الصحة الدولية وإدارة المستشفيات، وقد أسست هذه المجموعة قبل عام ونصف العام من الآن.

التيلجرام ميدان مواز

تقول اليمني التي تقود مجموعتها لأداء 3 جولات مشي أسبوعيا بمعدل لا يقل عن 5 كلم يوميا «لا يتعلق الأمر فقط بالتطبيق اللياقي، لقد أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي كذلك في التعريف أكثر بنشاطنا، إضافة إلى تطبيق التيلجرام الذي يمثل منصة أساسية للمجموعة، حيث يتم خلاله نشر المحتوى المعرفي والتثقيفي حول أساليب أداء الرياضة بشكل سليم، وكل ماله علاقة بالصحة والنشاط البدني والوقاية من أمراض العصر».

عين على خطر السمنة

عملت الدكتورة أسماء اليمني لسنوات في مجال صحة المجتمع، وكانت جزءا من حملات توعوية وتثقيفية عدة في المملكة، وذلك عبر صلتها الوثيقة بالقطاعين الصحي والجامعي معا.

ظلت اليمني متمسكة بالأمل في مواجهة أرقام السمنة المتصاعدة، ومستمرة في تقديم النصح للنساء من مختلف الأعمار، والتأكيد لعضوات فريقها قبل غيرهن أن «النشاط البدني الذي نقوم به يظل أمرا رائعا ولكنه لن يجدي نفعا دون الالتزام بنظام غذائي متوازن».

هناك وقت دائما

تؤكد مؤسسة الفريق وعيها بالدور الاجتماعي للمرأة السعودية ولكنها ترى وجود وقت يمكن للمرأة استثماره بدلا من الجلوس في المقاهي أو التسوق، حيث تقترح اليمني على العضوات أن يمشين ليتم تسجيل خطواتهن تلقائيا من أي مكان بما في ذلك المنزل، وذلك من منطلق أن الهدف هو تغيير السلوك نحو النمط الصحي وعدم ربطه بأي إطار تنظيمي معين، تعلق هنا «يمكن للمرأة أن تنقل هذا السلوك تلقائيا لزوجها وأبنائها».

العراب وشمعة الانطلاق

في جانب آخر، تروي الدكتورة أسماء كيف ولدت فكرة المجموعة على إثر حوار دار بينها وبين الدكتور صالح الأنصاري، والذي تصفه بعراب المشي في السعودية، تقول «لقد أخبرني أن الشهادة الأكاديمية في المجال الصحي تبقى بلا قيمة ما لم تسهم في خدمة المجتمع، وكانت هذه هي الشمعة التي جعلتني أنطلق في تكوين مجموعة نسائية لمشاة الرياض».

امشي أكثر وسافري

مع مطلع هذا العام، كانت قرابة 1000 عضوة قد انضممن فعليا إلى المجموعة، وأدركت الأستاذة الجامعية أن الأمر لم يعد حلما، حيث بات عليها قيادة المشروع نحو المزيد من الاحترافية، تعلق «أنشأنا لوائح وقوانين، وأصبحت لدينا عضويات منتسبة وعاملة، ولجان متخصصة في التوعية الصحية والعمل الإداري والمسؤولية المجتمعية، كما اعتمدنا نظاما للتحفيز، فصاحبات الخطوات الأكثر يحصلن على رحلات سياحية داخل المملكة أو عروض خاصة من مراكز اللياقة أو المحلات الرياضية».

نحو خط نهاية الرضا

حصلت هذه التجربة الواعدة على دعم من مركز الملك سلمان الاجتماعي الذي وفر لها مضمارا بطول 2 كلم لممارسة المشي بخصوصية تامة، ولكن الاحتياج أكبر، حيث ما زالت مؤسسة المجموعة تنفق عليها من جيبها الخاص، تعلق «نحتاج كفرق نسائية تطوعية أن يوفر لنا الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعي مظلة رسمية تشمل إيجاد مقر وتوفير الإمكانات اللازمة لإقامة أنشطتنا، كما أن واجب الأندية الرياضية كالهلال والنصر أن تتيح لنا منشآتها مرة في الأسبوع على الأقل».