عبدالله العولقي

مثلث الإرهاب وتسييس الحج

الخميس - 02 أغسطس 2018

Thu - 02 Aug 2018

لا شك أن القارئ الكريم أدرك من خلال عنوان المقال من هم أضلاع هذا المثلث الخطير الذي بات يشكل وجوده خطرا على وحدة النسيج الإسلامي من خلال تبني أبواقه العمياء عبر آلاتهم الإعلامية مشروعا جبانا يهدف إلى تسييس شعيرة الحج، هذه الشعيرة التي تمثل ركن الإسلام الخامس، والتي كانت منذ مشروعيتها القديمة في عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام حتى الزمن الجاهلي للعرب وحتى إقرارها الشرعي على يد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي شعيرة دينية محضة وغير مسيسة، فماذا يريد هؤلاء اليوم في إعلامهم المتهالك من دعاوى سياسية تهدف إلى زعزعة الأمة الإسلامية ونشر الطائفية البغيضة وبث الفرقة والفتنة بين الطوائف الإسلامية؟!

مثلث الإرهاب في المنطقة يتشكل عبر الضلع الكبير طهران وخيوطها العنكبوتية في المنطقة، بينما يتشكل الضلعان القصيران في الدوحة وصنعاء عبر تنظيمي الحمدين والحوثي، ولا شك أن آلتهم الإعلامية ما انفكت في تخبطها اللا مسؤول حول إشعال فتيل قضية تسييس الحج، فهذا الثلاثي قد أصبح اليوم آفة خطرة على الأمة الإسلامية برمتها لأن دعواته المنتنة تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وإذكاء الفتنة بين طوائف الشعوب العربية والإسلامية بهدف تشتيت القضايا الأساسية والمصيرية للأمة كقضية فلسطين وإنهاء الوجود الإيراني في العواصم العربية.

ما من عاقل اليوم يتأمل حال الأمة العربية إلا ويحمل هذا الهم بين دفتيه حيثما حل وارتحل، ولكن ما عساه أن يفعل وهو يرى أناسا محسوبين على الإسلام وقد زادوا الأمة في تمزيقها وشتاتها عندما تستبيح آلتهم الإعلامية (الجزيرة أنموذجا) التناغم مع الإعلام الإيراني المناهض للعروبة حول قضايا حساسة كتسييس الحج مثلا، فتناغم مواقف الدوحة مع طهران حول منع مواطني الدولتين من أداء حج هذا العام لهو رغبة أكيدة من النظامين في تعميق الهوة السياسية مع الرياض باستعمال الشعيرة الدينية كأداة سياسية، ولكن الرياض أفحمتهم عندما رفضت الانسياق وأعلنت منهجيتها في عدم تسييس شعيرة الحج.

إن المسلم الحصيف في مشارق الأرض ومغاربها وعبر الإعلام الديني الوسطي بات يدرك أن هذه الدعوات ما هي إلا غطاء إعلامي لتخبط هذه الأنظمة سياسيا وعدم قدرتها على مواجهة شعوبها فتختلق مثل هذه الفتن والإرهاصات علها تشغل شعوبها عن فشلها السياسي، فثلاثي الإرهاب يعاني في عواصمه الثلاث (طهران، الدوحة، صنعاء) من انعدامية الحاضنة الشعبية لهم، فشعوبهم قد أدركت أنها محاصرة من المجتمعات الإسلامية والعربية نتيجة سياسات هذه الأنظمة الفاشية، وقد شرعت تحركات هذه الشعوب تنم بالفعل عن نية التخلص من هذه التنظيمات العابثة في الأرض فسادا!

إن ما يصنعه ملاليو طهران من استباحة واحتلال للأحواز ودمشق وبغداد الرشيد لهو جرم شنيع في حق الإنسانية، وما يتلاعب به تنظيم الحمدين من مقدرات الدوحة وصرفها على التنظيمات الإرهابية في شتى بقاع الأرض لهو انتهاك صريح لحقوق الإنسان القطري، وأما حوثي صنعاء فعن أي جرم من جرائمه نتحدث في حق الشعب اليمني؟! فيكفي انقلابه على الشرعية الوطنية وتجنيده القسري للأطفال وفرضه الضرائب المجحفة على الشعب، إلى غير ذلك من مسلسل جرائمه في حق الإنسان اليمني.

إن المشترك بين أضلاع مثلث الإرهاب هو اضطهادهم لشعوبهم حتى يصرفوهم عن فشلهم وتخبطاتهم السياسية، إذ شرعوا يختلقون دعاوى إعلامية لإشغالهم وصرفهم كقضية تسييس الحج.

المسلمون يعون ويدركون تماما الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، حتى العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، حتى أصبح قاصدو الحرمين وهم من شتى بقاع الدنيا يمثلون الواجهة الإعلامية للمملكة في بلدانهم نظير ما تتشبع به حواسهم من إعجاب وتقدير لكل هذه المجهودات التي يتشرف بها السعوديون، حكومة وشعبا، من روعة التنظيم والقدرة العجيبة على إدارة التفويج والمهارة العالية في إدارة الأزمات وحسن الاستقبال وجودة الضيافة.