عبدالله محمد الشهراني

التكامل ... مبادرة وطنية!

الأربعاء - 01 أغسطس 2018

Wed - 01 Aug 2018

أثناء تواجدي في مطار باريس لفت انتباهي على شاشة عرض الرحلات المغادرة رحلة لها سبعة أرقام «أي أن سبع شركات طيران تتشارك في الرحلة»، ورحلتي المتجهة إلى هامبورج في ألمانيا تحمل أيضا ثلاثة أرقام. (مين قال إن اللغة أو العلاقة الوحيدة بين الشركات هي المنافسة!)، نحن في هذا المثال نتحدث عن تكامل وتعاون بين شركات طيران لا تجمع بينها لغة ولا وطن.

لا أعلم ما الذي يمنع أن نرى مسار «حائل - جدة - لوس أنجلوس» موجودا على موقع شركة نسما للطيران، أو «القيصومة - الرياض- تبليسي» على موقع الخطوط السعودية، أو «الدمام - جدة - موريشيوس» على موقع الخليجية السعودية، أو «جازان - جدة - مانيلا» على موقع طيران ناس. لتبسيط الفكرة : لو افترضنا جدلا أن العائد المادي لرحلة الرياض- تبليسي قبل التكامل 40 ألف ريال للمشغل، وبعد التكامل 100 ألف ريال، نصيب المشغل منها 60 ألف ريال، فحينها يكون المشغل قد تنازل عن 40 ألف ريال للشركات الأخرى، لكنه في الحقيقة قد ارتفع بالعائد المادي للرحلة 20 ألف ريال أي بنسبة 50%. ما المانع من أن أتنازل عن رحلة نسبة إشغال المقاعد فيها غير جيدة لأسمح لشركة أخرى برفع نسبة إشغال المقاعد لديها مقابل وجهة أخرى.

لم لا تجتمع الشركات الوطنية لاستعادة حصتها السوقية، من خلال إطلاق رحلات «منافسة» تتعاون فيما بينها على إنجاحها، على سبيل المثال لا الحصر «القصيم - القاهرة» لتزاحم ثلاث شركات أجنبية تسيطر على المسار، وغيرها كثير «جازان- دبي، ينبع- إسطنبول، القصيم- البحرين». من الخطأ أن نطالب الهيئة العامة للطيران المدني بإيقاف الشركات الأجنبية ، فالمتضرر الأول والأخير سوف يكون المواطن والمقيم.

إن مجالات التكامل والتعاون بين شركات الطيران كثيرة، مقارنة بالمجالات التي يمكن أن تتنافس فيها، فعلى سبيل المثال لا الحصر : «الموارد، تعديل جداول الرحلات بحيث تتوافق الرحلات الداخلية القادمة من المدن الصغيرة مع الدولية المغادرة من المدن الكبيرة، التموين، الصيانة، التكتل الشرائي أمام المصنعين ... إلخ».

ماذا سوف يجني الوطن والمواطن من هذا التكامل، ببساطة مبيعات أكثر، تشغيل أكثر. مبيعات أكثر تعني : أولا أموالا سوف تبقى وتضاف إلى الناتج القومي، ثانيا أسعار تذاكر منافسة. تشغيل أكثر يعني : أولا وظائف جديدة للشباب، ثانيا تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة 2030.

المبادرة وباختصار، إنشاء هيئة تنسيقية أو مجلس تعاوني سعودي يجمع كل شركات الطيران الوطنية بإشراف الهيئة العامة للطيران المدني، وتعيين أمانة عامة للمجلس «أمين عام مع عدد قليل من الموظفين»، على أن تكون رئاسة المجلس بنظام التدوير.

التكامل لا توجد فيه تضحية، بل هو دليل على رقي الشركات ونضجها، فهل من مبادر؟

@ ALSHAHRANI_1400