حمزة مصباح بوزنيف

الرياضة ليست كرة القدم فقط

الأربعاء - 01 أغسطس 2018

Wed - 01 Aug 2018

انتهى الرالي العالمي المعروف برالي طريق الحرير الذي حقق فيه ممثل المملكة الكابتن يزيد الراجحي المركز الأول، كأول متسابق عربي يحصد هذا اللقب في الرالي الأطول في العالم، والذي يصنف على أنه الأصعب بعد رالي دكار، وهذا الإنجاز التاريخي بلا شك مدعاة للفخر والاعتزاز، وهو نتاج لمجهودات كبيرة بذلها الراجحي للوصول إلى هذه المكانة العالمية وبجهود ذاتية وعقلية احترافية صنعت منه نجما كبيرا يشار إليه بالبنان.

ولكن ما شدني أنه رغم أهمية هذا الحدث العالمي إلا أن التغطية الإعلامية لأحداث هذه البطولة العالمية، ومع الأسف الشديد، كانت ضعيفة جدا ولا ترتقي لمستوى الحدث، وربما أضاف الراجحي إلى إنجازه الكبير إنجازا آخر، وهو تميزه في التغطية الإعلامية التي صاحبت أحداث هذه البطولة العالمية وبمجهودات ذاتية أيضا. والسؤال المطروح: لماذا عندما تذكر المسابقات الرياضية يتجه العقل الباطن إلى كرة القدم فقط، رغم أن كرة القدم لا تمثل إلا جزءا لا يكاد يذكر من الرياضات الأخرى؟ قد أجد عذرا لهذا بحكم أن كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في العالم، والتي يتابعها ويتفاعل معها الصغير قبل الكبير، لكنها حتما ليست الرياضة الوحيدة.

أعتقد جازما أن المملكة تزخر بعدد من المواهب الرياضية الشابة التي تحتاج إلى دعم ومساندة، فكم من المواهب التي وئدت في مهدها لعدم وجود دعم كاف لصقلها ووضعها على طريق البطولات، وهذا يظهر لنا أهمية الدعم المادي، فحين تريد أن تتبنى موهبة لا بد من تهيئة البيئة المناسبة لها، وتوفير كل احتياجاتها،

وهذا بالطبع يحتاج إلى دعم مادي كبير، فالمواهب التي برزت وحققت الإنجازات مثل الكابتن يزيد الراجحي أو الفارس عبدالله الشربتلي وغيرهما من المواهب خدمتهم الإمكانات التي يمتلكونها، والتي سخروها بطريقة ذكية واحترافية عالية ليصنعوا من أنفسهم أبطالا، لأن صناعة البطل فوق حاجتها للدعم المادي تحتاج إلى ذكاء وعقلية احترافية ورغبة أكيدة في النجاح.

ولا شك عندي في أن الدور الذي تلعبه الهيئة العامة الرياضة في سبيل الرقي بالرياضة السعودية وتنويعها دور كبير ومشكور، ولا أدل على ذلك من إطلاقها عددا من المسابقات التي ترسخ الرياضة كنمط حياتي في المجتمع كماراثون الرياض الدولي أو الرياضات الذهنية مثل بطولة الشطرنج الدولية وغيرهما من البطولات، وأعتقد أن رئيس هيئة الرياضة ربما انشغل الفترة الماضية بترتيب أوضاع الأندية السعودية التي كانت تعاني كثيرا من المشاكل، والتي استطاع حلها خلال فترة وجيزة بدعم كامل من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وقد بدأ فعليا في العمل على تطوير الرياضات الأخرى وهذا ما نشاهده اليوم، حيث تعيش هيئة الرياضة انتفاضة حقيقية لتغيير المفهوم العام الذي حصر الرياضة في كرة القدم إلى مفهوم أوسع وأشمل.

أعظم الرياضيين في التاريخ لم يكونوا من لاعبي كرة القدم، بل هم أساطير في رياضات أخرى بعيدة كل البعد عن كرة القدم، مثل الملاكم محمد علي كلاي الذي أجمع الكل على أنه الرياضي الأعظم في التاريخ، أو الغواصة البشرية مايكل فيلبس السباح الأولمبي الأسطورة الذي حقق لوحده إنجازات تعجز دول بأكملها عن تحقيقها، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.

ختاما، الآمال كبيرة، والتحديات عظيمة والمرتقى صعب، وقد نحتاج إلى بعض الوقت للوصول إلى الهدف المنشود، لكني على ثقة بأن الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة الرياضة ستتجاوز محصلتها النهائية كل التوقعات، وسيحجز الرياضي السعودي مكانة متميزة في العالم.