سـارة مـطر

ونسينا «مقادير» و «الموعد الثاني»

الاثنين - 30 يوليو 2018

Mon - 30 Jul 2018

كنت أستمع إلى أغنية للفنانة العراقية أمل خضير، كانت كلمات الأغنية أقوى من أي شيء آخر حتى من صوت المطربة، تقول كلمات الأغنية «أتوب من المحبة القلب ما يتوب، يعاندني ويقولي وعد مكتوب، وأقوله اترك هواهم عذابك من وراهم، يعاندني ويقولي وعد مكتوب»، ظللت أبحث في يوتيوب عن مطرب آخر غنى هذه الأغنية، فوجدت على سبيل المثال ماجد المهندس، حيث سبق أن غناها، فهي أغنية تستحق أن تعاد بأكثر من صوت عراقي، وتستحق أن تعيش مرارا وتكرارا.

هناك كم كبير من الأغاني الفلكلورية والتراثية العراقية، حافظ عليها الجيل الجديد من المطربين الأكثر شهرة في الخليج أو حتى الناشئين، هناك فكر رائج في تسويق الأغاني القديمة العراقية، حتى وإن كان من دون قصد من المطرب الجديد على الساحة، لكن بسبب الطبيعة الثقافية للعراق وهي حضارة ممتدة وعريقة جدا لا يمكن لنا أن نغفل عنها، وأبناؤها من الفنانين عاشوا في ظل هذا التدفق الغزير من الجودة الطربية، والذي جعلهم يحملون التراث الغنائي معهم حتى في المهجر.

لو ألقيت الضوء على الطقس الفني في السعودية، ستجد أن لدينا أصواتا عظيمة وجبارة، ولدينا أيضا تاريخ فني مبهج ولافت، ولكن لا أحد من الجيل الحديث حمل الأغنية السعودية القديمة وسافر بها وغناها، وتحمل فكرة تجديدها وتقديمها إلى العالم.

الكويت قبل عامين انتبهت إلى ذلك وقدمت استعراضا في الأوبرا، واختارت أغاني خالدة وجعلتنا نسترجع أياما ماضية وأسماء كدنا أن ننساها، السؤال هنا: ما هي مخاوف أن يقدم المطربون الجدد على الساحة التراث الفني الغنائي السعودي؟

استطاعت بلقيس دون نتاج يشفع لها سوى صوتها أن تقدم أغنية الفنان الكبير محمد عبده «مثل صبيا»، وطارت بها حول المسارح في الخليج، لتغنيها وأجادت بها، وسريعا صار الجميع يرددها بسهولة، حتى وصلت إلى صوت إحدى المطربات الإندونيسيات لتغنيها، على الرغم من صعوبة الكلمات.

حتى المسلسل الذي يبقى إحدى العلامات الكبرى في تاريخ الفن السعودي «العاصوف» مر على الأغاني في تلك الحقبة من تغير المجتمع السعودي في سبعينات القرن الماضي مرورا سريعا، ولم يتوقف طويلا عند تأثير أغاني محمد عبده وطلال مداح على سبيل المثال في تغيير الوله والشوق في ثنايا المحبين في تلك الحقبة المهمة والانتقالية.

نشأة الغناء في السعودية

يعد إنشاء وزارة الدفاع السعودية لمدرسة موسيقات الجيش العربي السعودي عام 1953م حدثا بارزا، وحين عاد من دراسته في القاهرة ترأسها طارق عبدالحكيم، وحددت أهدافها:

أولا، تقديم التحية العسكرية (السلام الملكي السعودي)

ثانيا، الترفيه عن الضباط وصف الضباط والجنود

كلف وزير الإعلام عبدالله بالخير آنذاك طارق عبدالحكيم بأن يكون فرقة الإذاعة عام 1961م لتكون نواة لعمل أستوديوهات الإذاعة ودعم الأغنية الناشئة آنذاك

وضع طارق عبدالحكيم مؤلفات تعليمية تخص الموسيقا العسكرية، مثل «دليل العازفين الموسيقيين العسكريين»، و»تاريخ الموسيقا العسكرية قديما وحديثا».

أنجز سمير الوادي الاسم المستعار للشاعر مطلق الذيابي 39 قطعة موسيقية خلال مدة عمله بالإذاعة، ولحق به المؤلف الموسيقي حامد عمر (1938-2006) الذي ألف أول أعماله الموسيقية عام 1959، وبلغ 20 قطعة موسيقية حتى توقف عام 1983

ويعد عبدالله محمد (1928 – 1998) الأب الأول للغناء الشعبي في السعودية، حيث أطلقت ألحانه حنجرة طلال مداح غير مرة، وأسهم فوزي محسون (1925 – 1987) في غنائه وألحانه بروح حجازية مدنية الطابع

SarahMatar@