استهداف ناقلتي النفط السعوديتين عمل يائس

السبت - 28 يوليو 2018

Sat - 28 Jul 2018

يعكس الهجوم على الباخرتين السعوديتين اليأس الذي تشعر به عصابة الحوثي الإرهابية وداعموها بعد الهزائم النكراء التي منيت بها في مختلف جبهات القتال في اليمن، وخاصة في جبهة الحديدة والساحل بحسب اقتصاديين.

ويرى الاقتصاديون أن العصابة أرادت تعويض بعض هزائمها من خلال الهجوم على السفينتين اللتين لم تنفذا أي عمل عسكري، مؤكدين في الوقت نفسه أن العمل الإرهابي عمل مدان، مطالبين المجتمع الدولي بموقف حازم ضد الحوثي وعصابته ومن يوظفهم لزعزعة الأمن والاستقرار العالميين والوقوف إلى جانب التحالف العربي في حربه المشروعة لمواجهة خطر تمدد الميليشيات وسيطرتها على أهم المعابر الاقتصادية في العالم.

موقف حكيم

وأشار الرئيس السابق لغرفة الشرقية عبدالرحمن العطيشان إلى أن إيقاف عبور البواخر السعودية عبر مضيق باب المندب بعد حادثة الهجوم الإرهابي على السفينتين موقف حكيم، حيث لا يمكن استمرار إرسال شحنات النفط إلى أهدافها في ظل وضع غير آمن وغير مستقر، والتأكيد على أن استمرار وصول الشحنات يجب أن يكون مسؤولية دولية، ولا تتحمله دولة أو عدد محدود من الدول، مشددا على وجوب عدم التراخي في المواقف مع أفعال الحوثي وجماعته ومن يدعمهم من دول ومجموعات خارجة عن القانون الدولي.

تقاعس غريب

وأكد رئيس لجنة النقل البحري السابق بغرفة الشرقية إيهاب الجاسر أن الاعتداء على السفن التجارية والملاحة في المياه الدولية وأعالي البحار أمر خطير جدا، وأستغرب هذا الموقف المتقاعس من دول مؤثرة في العالم يفترض أنها متضررة مما يحدث، على الأقل من حيث ارتفاع تكاليف عبور السفن والتأمين عليها، وبالتالي ارتفاع أسعار الوقود.

وأشار إلى أن ما تعرضت له ناقلتا النفط السعوديتان من إرهاب جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا في مضيق باب المندب، لن تقتصر تأثيراته على سفينتي النقل فقط، بل ستتعداه إلى مدى استدامة إمدادات النفط للأسواق العالمية ما يعني تهديدا لاقتصادات الدول الصناعية وغيرها والنمو في الاقتصاد العالمي، فضلا عن تهديده للملاحة.

هجوم فاضح

وشدد رئيس لجنة الموارد البشرية السابق بغرفة الشرقية صالح الحميدان، على أن الهجوم يفضح أخلاقيات جماعة الحوثي ومن يدعمها حيث استهدفت سفنا غير حربية كما سبق أن استهدفت سفن إمدادات غذائية وتموينية للشعب اليمني، ولا شك أن ما حدث يكشف بما لا يدع مجالا للشك للدول المترددة في دعم التحالف، طبيعة العقلية الميليشاوية الإرهابية التي تسير الحوثي، بحيث لم يعد مقبولا تسمية الأمور بغير مسمياتها، وبإجماع على مواجهة من يهدد معابر وصول الطاقة والتجارة العالمية.

رسالة للعالم

ويرى عضو مجلس الإدارة رئيس اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية بندر الجابري أن إيقاف المملكة إرسال ناقلاتها عبر باب المندب يمثل رسالة للعالم عن خطورة ما يحدث من قرصنة حوثية إرهابية على أحد أهم المعابر التي تمر عبرها إمدادات الطاقة إلى العالم، منوها إلى أن ما يشهده العالم من إرهاب ميليشيات الحوثي، يؤكد بعد النظر لقيادة المملكة التي قررت الوقوف مع الحكومة الشرعية اليمنية في مواجهة هذه الميليشيات، ولو لم تفعل ذلك في حينه لتحكمت هذه الميليشيات بمفاصل الحياة والموانئ، وهددت جيران اليمن والعالم بأخطار كبيرة، لافتا إلى أن مصلحة الاقتصاد العالمي تقضي بتكاتف المجتمع الدولي لإيقاف التصعيد الحوثي، الذي سيؤدي إن لم تتم مواجهته لعواقب كارثية على دول كثيرة نتيجة انخفاض مخزون الطاقة وارتفاع الأسعار.

تصرف يائس

وأشار عضو جمعية الاقتصاد السعودية الدكتور عبد الله المغلوث إلى أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة، اعتيادية في مثل حالات القرصنة التي ازدادت أخيرا، حيث لم يعد أمام الحوثي خيار سوى الهجوم على المنشآت المدنية والاقتصادية والسفن بعد فشله في ساحات المعارك، ولا شك أن أقل ما يوصف به الهجوم على الباخرتين السعوديتين اللتين تحملان النفط وليس غيره أنه همجي وبربري، حيث لم تراع هذه الجماعة إلا ولا ذمة، ولم تهتم في أن الهجوم قد يتسبب في حدوث كوارث بحرية تضر البيئة والثروة السمكية في البحر الأحمر على مدى سنوات.

رسالة تضامن

بدوره أكد الصناعي المختص بصناعة النفط عمر العمر أن ارتفاع تكلفة إيصال الشحنات النفطية والتجارية بشكل كبير إلى أوروبا وشمال أفريقيا، سيكون سببا لعدم مرور البواخر والسفن عبر مضيق باب المندب، كما أن الدوران حول القارة الأفريقية لإيصال هذه الشحنات لا يقل تكلفة، ما يؤكد أن الحل الوحيد هو الوقوف صفا واحدا لمواجهة عصابة الحوثي قبل أن تتحكم في المعبر بشكل دائم من خلال إرهابها المدعوم من دولة مأزومة لا تريد الاستقرار والأمن لهذه المنطقة، لافتا إلى أن تضامن عدد من الدول في عدم مرور بواخرها عبر باب المندب أمر مهم، ويبعث رسالة قوية لكل المجتمع الدولي.