تعليق إبحار الناقلات رسالة للعالم بتحمل مسؤولياته تجاه خطورة القرصنة الحوثية

الخميس - 26 يوليو 2018

Thu - 26 Jul 2018

No Image Caption
ناقلة نفط تابعة لشركة البحري (مكة)
وجهت المملكة رسالة للمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه ضمان خطوط الملاحة البحرية والمضايق والتجارة العالمية والوقوف بحزم أمام ميليشيات الحوثي الإيرانية التي تهدد العالم أجمع بهجماتها الإرهابية الموجهة لشاحنات النفط وسفن الشحن التجارية، وربما البارجات الغربية العابرة للمضيق، بحسب عدد من المختصين تحدثوا لـ «مكة»، مضيفين أن رسالة المملكة للعالم تهدف إلى إظهار خطورة القرصنة الحوثية.

الرسالة واضحة

وقال رئيس لجنة الصناعة والطاقة والثروة المعدنية بغرفة الشرقية إبراهيم آل الشيخ إن ما عملت به المملكة من إيقاف موقت لإرسال ناقلاتها عبر باب المندب يمثل رسالة للعالم عن خطورة ما يحدث بخصوص القرصنة التي تنفذها ميليشيات إرهابية على واحد من أهم المعابر، الذي تمر عبره إمدادات الطاقة إلى العالم.

وأشار إلى أن الإجراءات الحازمة للمملكة منذ نحو 3 سنوات بمواجهة هذه الميليشيات مع الحكومة الشرعية في اليمن كان غاية في الصواب، ولولا موقف المملكة لكانت الأوضاع أكثر سوءا لو تحكمت هذه الميليشيات على مفاصل الحياة والموانئ في اليمن.

انعكاس على العالم

وأضاف آل الشيخ : لا بد أن يقرأ العالم رسالة المملكة بشكل واضح ويعي أن عدم القضاء على هذه الجماعة التي تتحكم بمصير شعب ستنعكس بشكل سلبي على المجتمع الدولي، وقد تبينت بعض آثارها من خلال ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والتأمين على السفن، بالإضافة إلى السفن التجارية عامة، وعلى قناة السويس والمشاريع الاقتصادية والسياحية على البحرين الأحمر والمتوسط خاصة، لافتا إلى أن استمرار التصعيد الحوثي سيؤدي إلى ارتفاع التضخم في عدد كبير من دول العالم.

يجب تحمل المسؤولية

وذكر المحلل الاقتصادي فضل البوعينين أن الأنظار تتوجه في الأزمات النفطية للسعودية بصفتها البنك المركزي للنفط العالمي؛ والقادرة على ضمان إمدادات النفط وتوازن الأسواق وتعويض النقص المفاجئ.

وهذا مرتبط بالإنتاج؛ إلا أن المعروف أن كميات النفط المنتجة تحتاج إلى عمليات نقل كي تصل وجهتها النهائية، وبالتالي فعمليات نقل النفط لا تقل أهمية عن إنتاجه؛ لذا يجب على العالم أن يتحمل مسؤولياته تجاه تأمين خطوط نقل النفط عبر البحار والمضايق البحرية، كما تتحمل المملكة مسؤولية تعزيز الكميات المنتجة وتعويض النقص في الأسواق.

بطء حركة الشحنات

وأضاف البوعينين أن ما تعرضت له ناقلتا النفط السعوديتان من إرهاب جماعة الحوثي الإيرانية في مضيق باب المندب؛ لن تنعكس تأثيراته على سفينتي النقل فحسب، بل وعلى استدامة إمدادات النفط للأسواق العالمية، ما يعني تهديدا لاقتصادات الدول الصناعية والدول عامة والنمو العالمي، مشيرا إلى أن تعليق المملكة لشحنات النفط عبر البحر الأحمر مرورا بمضيق باب المندب سيتسبب في بطء حركة الشحنات إلى أوروبا والدول الأخرى، وسيرفع من تكاليف النقل والتأمين أيضا.

تهديد للبيئة البحرية

وشدد البوعينين على أن استهداف ناقلات النفط يعني أيضا تهديدا للبيئة البحرية التي ستتلوث في حال نجح الحوثيون في إحداث ضرر في الناقلات يسمح بتسرب النفط، وهو ضرر سيطال جميع الدول على البحر الأحمر والبيئة البحرية عموما.

وأوضح أن تهديدات ميليشيات الحوثي ستضر أيضا باقتصادات دول تستفيد من الخدمات اللوجستية وعبور ناقلات النفط، الأمر إذن لا يرتبط بناقلات النفط فحسب، بل وببواخر الشحن التجاري التي ستكون عرضة أيضا للتهديدات؛ ما يعني أن الضرر الفادح سيقع على العالم مالم يواجه بحزم تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية والأمن الدولي.

تحديد 40% إمدادات

وأكد المحلل الاقتصادي محمد الزاكي أن رسالة المملكة التي وجهتها بكل قوة لدول العالم مفادها أن حماية المضايق البحرية يجب أن تكون مشتركة ولا تتحملها دولة أو عدة دول، بينما بقية الدول تتفرج على ما يحدث، مشيرا إلى أن 40 % من الشحنات المتوجهة إلى أوروبا تمر عبر مضيق باب المندي الذي يتعرض باستمرار إلى قرصنة حوثية، ويمر عبر المضيق نحو 2.5 مليون برميل يوميا من دول الخليج العربي إلى دول العالم، وبالتأكيد فإن تهديد هذا المعبر سيكلف دول العالم كثيرا، نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن والمرور وارتفاع أسعار التأمين التي سترفع حتما أسعار البترول ومشتقاته إلى مستويات كبيرة.

رفض الموقف السلبي

وقال المختص النفطي سداد الحسيني إن دول العالم خاصة المستفيدة من مضيقي هرمز وباب المندب مطالبة بالوقوف ضد التهديدات الإيرانية والحوثية للاقتصاد العالمي، لأن عدم اتخاذ مواقف إيجابية في هذا الشأن سوف يجعل الاقتصاد العالمي أكثر سوءا، مشيرا إلى أن السعودية أخذت على عاتقها حماية الاقتصاد العالمي مع أنها ليست الوحيدة المتضررة من الوضع في اليمن.