عبدالله المزهر

صكوك وشكوك ..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 26 يوليو 2018

Thu - 26 Jul 2018

تقول الأخبار إن محكمة الاستئناف بالرياض ألغت صك أرض مساحتها 7 ملايين متر مربع وأعادت الأرض إلى أملاك الدولة. وللتقريب وفهم كيف تبدو هذه الأرض فإنه يمكن تخيلها على أنها أرض مربعة الشكل طول ضلعها كيلومتران وستمئة متر تقريبا.

هذه الأرض كبيرة لدرجة أنك لو بنيت منزلا على كامل مساحتها فإنه يمكنك إثبات كروية الأرض ـ أعني الكوكب وليست الأرض التي ألغي صكها ـ في فناء المنزل، ودون حاجة للسفر إلى الفضاء. وما يزيد الأمر غرابة أن هذه ليست الأرض الوحيدة التي تنطبق على صكها شروط الإلغاء، وليست كذلك الأرض الأكبر مساحة التي تحقق ذات الشروط.

البعض تمر عليهم مثل هذه الأخبار وهذه الأرقام دون أن يكترثوا لها، لكن الذين ذهبت أعمارهم دون أن يستطيعوا اقتطاع مساحة 600 متر مربع من هذا الكوكب الفسيح تبدو لهم هذه الأخبار محبطة ومفرحة في آن معا.

محبطة لأنهم يكتشفون بعد رحيل العمر أن طموحاتهم كانت ساذجة بعض الشيء، ومبهجة لأن بعض الذين سرقوا الأرض وما عليها يرغمون على إعادة ما سرقوه.

والحق أن وزارة العدل تقوم بجهد متميز في هذا الملف، وقد علمت ـ وفقني الله ـ أن وزير العدل د.وليد الصمعاني يشرف على فريق مهمته ملاحقة الصكوك المشبوهة وهي مهمة كبيرة لأن الصكوك المشبوهة كثيرة.

وهذه الوزارة من الوزارات التي يمكن بسهولة ملاحظة التغيير الذي يحدث في أروقتها، وكثير من الإجراءات أصبحت أسهل بكثير من أوقات مضت. كان الذهاب إلى المحكمة أو كتابة العدل أمرا باعثا على الاكتئاب الحاد، ولكن الأمور الآن أخف من بكثير، وأتمنى أنه لا زال لدى الوزارة الكثير من التسهيلات والإجراءات التي ينتظرها الناس وألا يتسرب إليها ـ أعني الوزارة ـ ذلك الإحساس القاتل بأنها فعلت كل شيء، فلا زال الطريق طويلا.

وعلى أي حال ..

الوزارة أبدعت في ملاحقة الصكوك المشبوهة وأبدعت في خدماتها الالكترونية وأحسنت صنعا في رغبتها في التغيير والتطوير، وكل ذلك مهم ولا شك، ولكن الأهم والخطوة المنتظرة هي تقنين القوانين والعقوبات، وأن تكون مساحة الاجتهاد للقضاة في المستوى الذي لا تخل به المزاجية والآراء الشخصية.

@agrni