هكذا يتحول العقال إلى عمامة حجازية بفعل الصدى البصري

الخميس - 26 يوليو 2018

Thu - 26 Jul 2018

No Image Caption
من أعمال الفنانة دنيا الشطيري (مكة)
تعمل الفنانة دنيا الشطيري على تجربة فنية تستحضر روح المعاصرة مع ربطها بسياقات ثقافية وزمنية متنوعة، حيث تؤكد أن التراث لم يكن سوى حالات إنسانية حدثت في وقتها الحاضر ولكن مرور الزمن حولها إلى تاريخ.

جاء هذا خلال حديثها لـ «مكة» عن عملها الجديد الذي اعتمد على الضوء في تشكيل مجسم واحد يجسد بطريقة فنية مبتكرة شكل العقال والعمامة في الوقت نفسه، وقد شارك العمل ضمن فعاليات معرض تشكيلي تراثي أقيم في وقت سابق في البيوت الطينية بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض.

وتشرح الشطيري فكرة العمل قائلة «حينما قررت أخذ عنصر من التراث في الملابس التقليدية اخترت العقال لأنه لديه قدرة على الامتداد الزمني، فهو موجود في شبه الجزيرة العربية منذ أمد بعيد وتناقلناه جيلا بعد جيل، كما أن لديه امتدادا مكانيا وجغرافيا جعله ينتشر في بادية الشام والعراق وليبيا».

وترى الفنانة أن عملها يستعيد التاريخ الإنساني لهذه المناطق، والذي ظل دائما يرسخ تجربة ابن البادية وهو يحاول أن يفهم ويعي بيئته ويطوعها ويحمي نفسه من مخاطرها، وهي التجربة التي توثقت وباتت اليوم بمثابة إرث إنساني أمام العالم أجمع.

وتضيف «كنت مهتمة بإبراز الترابط الجغرافي لشبه الجزيرة العربية، فدمجت بين لف العقال ولف العمامة في الحجاز، حيث تجسد العقال في المجسم وتجسدت العمامة في ظل هذا المجسم، وبدا الأمر للمشاهد أشبه بالصوت والصدى البصري».

كانت رمزية العزة والكبرياء في العقال سببا آخر لاختيار الشطيري له كمحور لعملها الفني الذي اكتشفت فيما بعد - ومن خلال الجمهور- أنه يوحي إلى أشكال مختلفة، حيث اعتقد البعض أنه مجسم للؤلؤ، وتعلق «العمل مصنوع بطريقة تجريدية بسيطة، ومن الطبيعي أن يراه كل إنسان من وجهة نظره، هذه قيمة إضافية في اعتقادي».

هي ليست المرة الأولى التي توظف فيها الفنانة الضوء، فقد قدمت مجسما سابقا استخدمت فيه فكرة الانعكاس لتدل بشكل فلسفي على استمرارية الخير، وتضيف «وظفت الضوء بطريقة توضح للمتلقي أن كمية الفرص التي يمكن أن تصلنا في الحياة ما هي إلا انعكاس لأرواحنا في إطار ما نملكه من الاتساع الذهني والفكري».

وتؤكد الشطيري أن إبراز الهوية السعودية هو أحد أهم أهدافها، مشيرة في هذا الصدد إلى الكثير من المعالم التي يمكن إعادة تجسيدها بشكل معاصر، حيث تستوقفها بشكل خاص المشربيات المستخدمة في الحجاز، وتعلق «إنها حالة إبداعية متكاملة من البناء والزخرفة الإسلامية وعوامل دخول الشمس، لقد تم تقسيم الزوايا بدقة لافتة، وهي تمثل تراثا معماريا جميلا تم استبداله بالحديد فيما بعد».