عبدالله المزهر

«كيفك» أنت، ملا أنت..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 23 يوليو 2018

Mon - 23 Jul 2018

تقول الأخبار ـ التي أصدقها دائما ـ بأن لبنان الشقيق يتجه إلى تشريع زراعة نبتة الحشيش، من أجل إضافة رافد قوي للاقتصاد اللبناني. وكلمة تشريع تعني إضافة الشرعية على شيء موجود بالفعل. هو شيء يشبه استخراج رخصة قيادة لسائق يمارس القيادة منذ أربعين سنة دون رخصة.

الساسة الذين تحدثوا عن تشريع زراعة الحشيش في لبنان يتحدثون عن استخدامه في الاحتياجات الطبية، وليس للتسطيل والكيف وتلبية احتياجات «الغرز» كما قد يتبادر إلى أذهان بعض الجهال. وأنا مقتنع في هذا الكلام كثيرا ـ وأرجو أن تصدقوني ـ وأتمنى ألا يلتفت اللبنانيون إلى المغرضين الذين يقولون إن الحشيش المخدر هو أهم صادرات لبنان قبل التشريع و«الاستخدامات الطبية»، وأنه لن يتغير شيء بعد التشريع سوى راحة الضمير التي قد يشعر بها المنتج والمروج والمتعاطي. وأن بائعة الهوى لن تصبح شريفة بمجرد حصولها على رخصة لممارسة أقدم مهنة في التاريخ.

وبشكل عام فإن الذهب الأخضر ـ أي الحشيش ـ هو أهم مصادر الدخل لجميع الميليشيات المسلحة الإرهابية في كل العالم باختلاف أديانها ومذاهبها وتوجهاتها، وهو كذلك في لبنان بهذا التشريع وبدونه منذ أن أصبح لحزب الضاحية اليد الطولى في الشأن اللبناني. وتجار المخدرات هناك بأنواعها وأشكالها لا يجدون حرجا في الظهور علنا والحديث عن دعم المقاومة والوقوف مع «السيد حسن» بكل ما أوتوا من وسائل التسطيل الممكنة. وأنهم ومخدراتهم وحشيشيهم وقنبهم وكبتاجونهم فداء «لصرماية السيد».

وليس لدي مشكلة في أن يبيع لبنان نصر الله المخدرات أو يستخدمها أو يوزعها مجانا، لكن السؤال المهم الذي تتداوله أوساط اقتصاد الحشيش هو: ما هي الأسواق المستهدفة؟!

وأظن ـ والله أعلم ـ أنه لن يحدث تغيير في الأسواق، وأن الأسواق المستهدفة التي كانت تهرب إليها المخدرات قبل التشريع ستكون هي المستهدفة بعد التشريع. لأن أدبيات الحزب المقاوم الذي يهيمن على الحياة السياسية وكافة أشكال الحياة الأخرى في لبنان تنظر إلى المخدرات كسلاح مهم وفعال في معركتها ضد الحياة، إضافة إلى أنه مصدر الدخل الرئيسي الذي تصرف إيراداته على بقية الأسلحة الأخرى.

وعلى أي حال..

فإن المأمول ألا يفهم كلامي على غير مراده، فأنا لا أقصد التقليل من شأن أحد ـ معاذ الله ـ فالمتوقع أن صورة السيد زعيم المقاومة والممانعة لن تتأثر بهذا التشريع ـ إن تم ـ وستبقى للأبد في أذهان مريديه كما هي وسيستمر ـ كما كان على الدوام ـ نصيرا دائما وأبديا للحشاشين والمدمنين، ولن تهتز صورته كقدوة للمروجين والمهربين والسفلة في كل أصقاع المعمورة.

@agrni