أمل السليم

شجاعة قائد!

الاحد - 22 يوليو 2018

Sun - 22 Jul 2018

«إذا كنت لا تستطيع توليد بعض الحرارة، فاخرج من المطبخ» مقولة لجون ماكسويل في القيادة، تذكرني العبارة بكل قائد يرى أنه أهل لهذا المنصب، لكن مع الأسف هو فقط يحمل من القيادة الاسم، فهو أبعد ما يكون عن القيادة الحقيقية التي نفتقر إليها في منظمات الأعمال، فنجده لا يملك أي أدوات للتأثير أو توليد الحماس والحيوية لدى الفريق، فالقائد لا قيمة له إذا فقد الحماس أو كان لا يملكه من الأساس، وإثارة الحماس تتطلب وجود قائد لديه رؤية يؤمن بها ويعمل من أجل تحقيقها حتى يثق فيه فريق العمل، فالثقة والإيمان بالقائد مطلبان ضروريان لتحقيق التأثير المرغوب.

لكن ما نراه في واقعنا أن بعض القادة يحتاجون إلى من يحركهم ويثير الحماس في نفوسهم، وليتهم يستجيبون، بل يقابلون أي فكرة إبداعية ببرود عجيب، ويحاول أن يهدموا ما يستطيعون من طموحات ومواهب غير مألوفة بحجة أن النظام لا يسمح، هؤلاء هم التقليديون الذين يصيبون أماكن العمل بالرتابة والملل والجمود.

مثل هذا النموذج من القادة غير معتاد على التجديد، والتغيير يسير ببطء شديد، ويبحث عن فريق يسير خلفه بنفس السرعة، ومن يحاول تجاوزه يهاجم باصطدام يعطل جميع محركاته، وهذا يذكرني بما قرأت ذات مرة عن مهمة القائد في اليابان من أنه يعمل على إعداد قائد آخر، ونجد على النقيض ما يعاني منه أغلب الموظفين في بعض المنظمات في المجتمعات العربية، حيث يسعى بعض القادة إلى القضاء على أي بوادر قيادية لدى الموظفين حتى يظل هو الخارق المتفرد في عمله، وذلك لسبب رئيس هو عدم الثقة وافتقاره لمهارات القيادة الحقيقية.

فهذا لا يستحق أن يتولى القيادة على البشر في أي موقع قيادي لأنه يعطل مسيرة نجاح الأفراد، بل المنظمة بشكل عام مما يؤثر على مسيرة وطن بأكمله.

فهو يفتقر إلى التحفيز وإثارة الدافعية، بل يحاول هدمها ويحقق الخسائر المادية والبشرية للمكان، هذه النماذج القيادية بالشكل واجبنا كمواطنين أن نقول لهم: لا حاجة لنا ولا لوطننا بكم، فوجودكم خطر على المكان، وإن لم يكن كذلك فبقاؤكم سيجمد الإنجاز ويخمد الإبداع، فنحن نحتاج إلى قيادات تأخذ بنا إلى مستقبل مشرق لتحقيق تطلعاتنا لتنمية مستدامة، فلطفا نقول لكم: تحلوا بالشجاعة واخرجوا من المكان واتركوه لمن يولد الحماس ويشحذ الطاقة الإيجابية في كل من حوله.

وعادة ما نقرأ في كثير من قصص القادة أنهم إذا فشلوا في تحقيق النجاح فإنهم يتنحون ويتركون المكان للأفضل، وهذا أولا قبل كل شيء واجب وطني وأمانة نحتاجها في كل قائد، أما ما نراه في بعض القادة عندما يفشل فإنه لا يخرج من المطبخ، بل ينتقل إلى منصب آخر ليكمل مسيرة فشل أخرى، وهذا يحتاج إلى إعادة النظر لتصحيحه.

القيادة مسؤولية وأمانة لا توهب لمن يطلبها، بل يكلف بها من يستحقها، وفي ذلك نسترشد بقائد البشرية محمد عليه السلام «يا عبدالرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها، وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها».

@SleemAmal