المكان عنصر أساسي من عناصر الرواية، وللرياض حكايتها الخاصة داخل وجدان السرد، ولها تأثيرها الذي يتجاوز أحيانا مسرح الحدث إلى صناعة هذا الحدث، حيث تمتلك هذه المدينة من السمات الثقافية والجغرافية والتاريخية التي تؤثر بشكل مباشر على الشخصيات الروائية، بل وتقف معها أحيانا كما لو كانت الرياض شخصية قائمة بذاتها، حين يكون المكان بطلا من أبطال الحكاية.
وبغض النظر عن تكرار اسمها في روايات مثل (بنات الرياض) و(شباب الرياض) و(سورة الرياض) فإننا هنا نحاول تتبع الرياض بين التفاصيل والسطور التي قدم فيها الروائيون هذه المدينة من وجهات نظر عديدة، ومتباينة، فمحمد حسن علوان يصفها بالمدينة التي لا تعد بشيء ولا تفي بشيء، ويخاطب يوسف المحيميد الشاعر الإسباني لوركا عن الرياض التي تأتي إليها الأندلس وهي في مكانها، فيما يقول عبدالله بن بخيت «يتداخل كل شيء في كل شيء.. ولا يبقى من العالم سوى حارات الرياض».
في كل الأحوال.. تبقى الروايات وثائق تاريخية، واستقراءات جمالية، وأدلة سياحية أحيانا، وهي تكشف جوانب فلسفية وشعورية كانت حاضرة في إعادة فهم هذه المدينة كفكرة في حد ذاتها، فقد أتاحت زوايا جديدة لاستقراء الرياض ومعرفتها من خلال التجول في أحيائها التي تغيرت ديناميكيا خلال سنوات قليلة، حتى وصلت إلى العاصمة الحضارية الحديثة التي نعيش فيها اليوم.
«أحب الرياض بأي وضع وعلى أية صورة، وفي أي مناخ، لا تعلمين كم أحب هذه المدينة، أنا لست من أهل الرياض ومع ذلك أحبها بجنون، هذا ليس حبا عاديا ولكنه عشق ووله، إن العلاقة بين البشر والمدن ليست فقط علاقة سكن وإقامة، إنها أكثر من ذلك، إنها أحاسيس ومشاعر، تأثر وتأثير، علاقة يصعب على غير الذين مروا بهذه التجربة أن يفهموا معناها».
رحيل اليمامة - إبراهيم الخضير
«العالم في وعينا يبدأ من طلعة الشميسي وينتهي عند مقبرة العود، قد يتلكأ قليلا هنا أو هناك، فيلتفت على دخنة أو الشرقية أو القرى أو حلة القصمان، ولكنه يعود ليستقيم شرقا ليسقط في مقبرة العود، بعضهم يتمطى ويتباطأ ويأخذ من العمر ما يكفيه ويزيد، والبعض الآخر يتسارع ليعبر الرياض كلها في عز شبابه».
مذكرات منسية - عبدالله بن بخيت
«يكاد الخدر يتسلل إلى جسد الرياض وهي تنام مثل امرأة غامضة، أضواء الشوارع خافتة وهي تصارع أعمدة الغبار التي تصب جحيمها فوق المدينة، الجسر الصغير في برج المملكة كان غائبا في ظلمة الغبار الثقيل، وكذلك الكرة البلورية فوق برج الفيصلية».
الحمام لا يطير في بريدة - يوسف المحيميد
«كنت أتأمل الرياض في طريقي للبيت، تبدو وكأني تركتها ليلة الأمس، هذه المدينة تعود إليها لتجدها مثلما كانت، بالملامح ذاتها، والرائحة ذاتها، وكذلك الزينة...تغير في الرياض كل شيء، ولم يتغير شيء!».
فلتغفري - أثير النشمي
«الرياض لا تغيم كثيرا، ومتى غامت انتابت الجميع رغبة في الفلسفة المطرية، الجميع يهذر حسب فهمه، الشاعر بدفتره، والمسن بذاكرته، والأنثى بقيودها، والعاشق بسهومه، والمتشرد بحفائه، والفلكي بأنوائه ونجومه».
سقف الكفاية - محمد علوان
«نهضت أحياء الربوة والروضة ومن ورائهما حي النسيم الذي وجد البادية فيه بغيتهم للسكنى والاستقرار لطبيعة أرضه المنبسطة المفتوحة على المراعي، في بضع سنين بدأت الرياض تتنفس روائح نفاذة تزكم الأنوف بعد ما كانت تتنفس برئة طينية تفوح منها رائحة الشيح والخزامى والنفل، وتهتز تحت وطأة المجنزرات الثقيلة التي شرعت تشق الطرق لتمط المدينة الصغيرة ذات الأحياء المتناشبة كأعضاء جسد واحد إلى مسافات لم يكن يتخيلها عقل الإنسان البسيط».
ثلاثية ضرب الرمل - محمد المزيني
«أنا متأكد بأنه في خلال سنوات قادمة لن أتعرف على مدينة الرياض وسأضطر إلى اكتشافها والتعرف عليها من جديد، إننا نكبر في العمر بينما تصر الرياض على أن تتجمل وتتزين لتقابل الأجيال الجديدة بوجه أجمل، وليعيشوا فصلا جديدا من قصة حب كبيرة مع هذه المدينة».
إماراتي في الرياض - محمد المرزوقي
وبغض النظر عن تكرار اسمها في روايات مثل (بنات الرياض) و(شباب الرياض) و(سورة الرياض) فإننا هنا نحاول تتبع الرياض بين التفاصيل والسطور التي قدم فيها الروائيون هذه المدينة من وجهات نظر عديدة، ومتباينة، فمحمد حسن علوان يصفها بالمدينة التي لا تعد بشيء ولا تفي بشيء، ويخاطب يوسف المحيميد الشاعر الإسباني لوركا عن الرياض التي تأتي إليها الأندلس وهي في مكانها، فيما يقول عبدالله بن بخيت «يتداخل كل شيء في كل شيء.. ولا يبقى من العالم سوى حارات الرياض».
في كل الأحوال.. تبقى الروايات وثائق تاريخية، واستقراءات جمالية، وأدلة سياحية أحيانا، وهي تكشف جوانب فلسفية وشعورية كانت حاضرة في إعادة فهم هذه المدينة كفكرة في حد ذاتها، فقد أتاحت زوايا جديدة لاستقراء الرياض ومعرفتها من خلال التجول في أحيائها التي تغيرت ديناميكيا خلال سنوات قليلة، حتى وصلت إلى العاصمة الحضارية الحديثة التي نعيش فيها اليوم.
«أحب الرياض بأي وضع وعلى أية صورة، وفي أي مناخ، لا تعلمين كم أحب هذه المدينة، أنا لست من أهل الرياض ومع ذلك أحبها بجنون، هذا ليس حبا عاديا ولكنه عشق ووله، إن العلاقة بين البشر والمدن ليست فقط علاقة سكن وإقامة، إنها أكثر من ذلك، إنها أحاسيس ومشاعر، تأثر وتأثير، علاقة يصعب على غير الذين مروا بهذه التجربة أن يفهموا معناها».
رحيل اليمامة - إبراهيم الخضير
«العالم في وعينا يبدأ من طلعة الشميسي وينتهي عند مقبرة العود، قد يتلكأ قليلا هنا أو هناك، فيلتفت على دخنة أو الشرقية أو القرى أو حلة القصمان، ولكنه يعود ليستقيم شرقا ليسقط في مقبرة العود، بعضهم يتمطى ويتباطأ ويأخذ من العمر ما يكفيه ويزيد، والبعض الآخر يتسارع ليعبر الرياض كلها في عز شبابه».
مذكرات منسية - عبدالله بن بخيت
«يكاد الخدر يتسلل إلى جسد الرياض وهي تنام مثل امرأة غامضة، أضواء الشوارع خافتة وهي تصارع أعمدة الغبار التي تصب جحيمها فوق المدينة، الجسر الصغير في برج المملكة كان غائبا في ظلمة الغبار الثقيل، وكذلك الكرة البلورية فوق برج الفيصلية».
الحمام لا يطير في بريدة - يوسف المحيميد
«كنت أتأمل الرياض في طريقي للبيت، تبدو وكأني تركتها ليلة الأمس، هذه المدينة تعود إليها لتجدها مثلما كانت، بالملامح ذاتها، والرائحة ذاتها، وكذلك الزينة...تغير في الرياض كل شيء، ولم يتغير شيء!».
فلتغفري - أثير النشمي
«الرياض لا تغيم كثيرا، ومتى غامت انتابت الجميع رغبة في الفلسفة المطرية، الجميع يهذر حسب فهمه، الشاعر بدفتره، والمسن بذاكرته، والأنثى بقيودها، والعاشق بسهومه، والمتشرد بحفائه، والفلكي بأنوائه ونجومه».
سقف الكفاية - محمد علوان
«نهضت أحياء الربوة والروضة ومن ورائهما حي النسيم الذي وجد البادية فيه بغيتهم للسكنى والاستقرار لطبيعة أرضه المنبسطة المفتوحة على المراعي، في بضع سنين بدأت الرياض تتنفس روائح نفاذة تزكم الأنوف بعد ما كانت تتنفس برئة طينية تفوح منها رائحة الشيح والخزامى والنفل، وتهتز تحت وطأة المجنزرات الثقيلة التي شرعت تشق الطرق لتمط المدينة الصغيرة ذات الأحياء المتناشبة كأعضاء جسد واحد إلى مسافات لم يكن يتخيلها عقل الإنسان البسيط».
ثلاثية ضرب الرمل - محمد المزيني
«أنا متأكد بأنه في خلال سنوات قادمة لن أتعرف على مدينة الرياض وسأضطر إلى اكتشافها والتعرف عليها من جديد، إننا نكبر في العمر بينما تصر الرياض على أن تتجمل وتتزين لتقابل الأجيال الجديدة بوجه أجمل، وليعيشوا فصلا جديدا من قصة حب كبيرة مع هذه المدينة».
إماراتي في الرياض - محمد المرزوقي