علي الحجي

خطر الألعاب الالكترونية

الجمعة - 20 يوليو 2018

Fri - 20 Jul 2018

السيل الهائل من التطور التكنولوجي الحاصل، والذي وصل بجزء كبير منه إلى حياة الأسرة، أدى إلى غياب الوالدين الذهني عن متابعة الأبناء والتواصل معهم، وأوجد تغييرا جذريا في هوايات الأطفال واهتماماتهم، فأصبحوا يقضون أوقاتا طويلة في عالم وهمي، معرضين للاختراق النفسي والذهني عبر الألعاب الالكترونية لعقلهم الباطن، لتكسبهم شخصيات مضطربة وهوية مشوهة، خلقت حاجزا بين الطفل وأسرته وأقرانه في العالم الحقيقي.

فالألعاب الالكترونية، خاصة العنيفة التي تقوم على الحرب والقتل وهي الأكثر رواجا لدى الصغار، أكسبتهم السلوك العدواني، والذي نجد مؤشراته في سرعة الغضب وتسارع ضربات القلب، ومشكلات النوم، والعزلة عن الأصدقاء، إضافة إلى الفوبيا والوسواس وضعف الثقة في النفس والقلق وصعوبات التكيف، والمزج بين الواقع والخيال.

كما أنها تضعف القدرات الإدراكية للطفل، فتخيم عليه البلادة وضعف التركيز وتشتت الانتباه، والتي تزداد سوءا بزيادة ساعات اللعب، وبالتالي تؤثر على مشواره التعليمي، كما أنه يزداد تشبثا بها بفعل تطور الإثارة في مراحلها وما تحويه من مؤثرات سميعة وبصرية جاذبة.

أما الألعاب ذات الإيحاءات الجنسية فهي تجعل الطفل أكثر عزلة وتسهل وقوعه فريسة للاستغلال الجنسي والانحراف ثم البرود الجنسي في الكبر.

ومن أبرز الأسباب الدافعة للطفل إلى عالم الألعاب الالكترونية انشغال الوالدين وعدم مشاركتهما لأبنائهما اللعب، وعدم تهيئة مكان وألعاب واقعية تنمي ارتباطهم بمكونات العالم الحقيقي، فيجد الوالدان الألعاب الالكترونية أفضل وسيلة لإسكات الطفل عندما يكون إلهاؤه هدفا يتيح لهم الفرصة للقيام بأعمالهم وهواياتهم.

لذلك على الأسرة دور كبير في الوقاية من أخطار هذه الألعاب بمشاركة الأبناء ألعابهم، واختيار ألعاب مناسبة لسنهم، فعلى كل لعبة توجد إشارة إلى العمر المناسب للعب يجب الانتباه لها، كما يجب تنظيم اللعب بأوقات محددة وفي ظروف معينة تخفض من أوقات اللعب الالكتروني، وتسهل متابعة الأبناء أثناء اللعب، بالإضافة إلى توفير ألعاب وهوايات مناسبة يمكن إشغال أوقات فراغ الأبناء بها، كالكرة والدراجة والصلصال والرسم والسباحة والرحلات وتبادل الزيارات العائلية، حتى يتم ربط الطفل بالواقع ويكسبه سلوكيات اجتماعية مناسبة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال