قصة الفنان الذي ذكر جمهور الرياض بعبدالحليم حافظ

الجمعة - 20 يوليو 2018

Fri - 20 Jul 2018

كانت وقفة الفنان أحمد عفت نهاية أبريل الماضي في مركز الملك فهد الثقافي تجربة خاصة لجمهور الرياض الذين استوقفهم مدى تطابق تجربته مع الفنان عبدالحليم حافظ، ليس فقط من حيث الصوت، بل كذلك في الإحساس أثناء أداء الأغاني.

حين بدأ عفّت يغني «موعود» دخل الجمهور في حالة من الإنصات، كما دخل عدد من الواقفين خارج القاعة بمجرد استماعهم إلى صوت الفنان الشاب، فقط ليتأكدوا من أن الأغنية لم تكن مسجلة، وأن الشخص الواقف على المسرح ليس عبدالحليم حافظ.

«مكة» التقت بالفنان أحمد عفت الذي ما زالت هذه التجربة تمثل له لحظة استثنائية، حيث قال «كانت زيارتي الأولى للمملكة، وشعرت بالسعادة والشرف ليس فقط لمحبتي لهذا البلد وأهله، وإنما أيضا لمعرفتي بمستوى ونوعية الفن المحترم الذي يسمعه السعوديون وما يمتلكونه من ذوق عال يجعل الحصول على إعجابهم شهادة في حد ذاتها».

رغم أنه يقولها مبتسما، يفضل عفت استخدام كلمة (الرعب) بدلا عن (الخوف) لوصف شعوره إزاء احتمالية أن يقارنه بعبدالحليم حافظ، غير أن هذا الشعور لم يوقفه عن المضي قدما في هذا التوجه، يتذكر بداياته التي تعود إلى أربع سنوات حينما ظهر أمام الجمهور لأول مرة في مهرجان الموسيقى العربية، ويقول «لقد اخترت أغنية (جبار) حينما غنيت للمرة الأولى أمام الجمهور في مصر، هذه الأغنية أشبه بحفرة إما أن تجتازها أو أن تسقط فيها ولا تخرج أبدا، لكن الله أكرمني ونجحت».

(عبدالحليم مدرستي.. وتعلمت منه كويس) هكذا يصف عفت خصوصية علاقته بتجربة العندليب الأسمر معلقاً «تعلمت منه كيف أحس بالأغنية وكيف أعطيها من إحساسي ودمي، يعلم الجميع أنه لم يكن يملك صوتا عريضا أو ضخما، ولكنه رغم ذلك

نجح لأنه استطاع أن يجعل المستمع يصدق كل كلمة يقولها، هذا هو السر، وهو ما يجعلني أغني كل كلمة من داخلي وأعيشها فعليا».

وأشار عفت إلى أن تجربة الفنان الراحل نجحت بسبب اعتمادها كذلك على عنصري البساطة والذكاء، موضحا « كان عبد الحليم واقعيا فلم يغن الموشحات والمقامات الثقيلة سماعيا، وفضل عليها المقامات البسيطة، ورغم اعتراض الناس على هذا التوجه في البداية إلا أن إصراره وإبداعه في هذا اللون هو ما جعل الجمهور ينصت له ويحبه».

في جانب آخر، يركز عفّت على التشابه في الريادة الفنية بين المملكة ومصر، حيث يرى أن الثقافة الموسيقية تكاد تكون نفسها بين البلدين، مضيفا «كما أن لدينا أصولا وتاريخا وقامات فنية، وكذلك هو الحال في المملكة خصوصا حين نتحدث عن الفنان طلال مداح بتاريخه العظيم والفنان محمد عبده صاحب المسيرة الحافلة المستمرة حتى الآن».

لا يخفي الفنان أحمد أنه كان قلقا في البداية من ردة فعل الفئة الشابة على أغنيات الطرب الأصيل التي لا يتم الاستماع إليها بشكل كبير في الوقت الراهن في ظل طغيان ما يصفها بأغنيات «ما دون المستوى» غير أن التفاعل كان لافتا بالنسبة له، ومن الشباب بشكل خاص، يعلق «استقبل الناس ما قدمته بشكل رائع أسعدني كثيرا وأشعرني في الوقت نفسه أنني أمام مسؤولية ليست بالسهلة لإرضائهم».