من خطب الجمعة

الجمعة - 20 يوليو 2018

Fri - 20 Jul 2018

السنن النبوية

«للسنة النبوية الشريفة مكانة عالية كبرى، ومنزلة سامية عظمى، إذ هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، فأحكامنا الشرعية التي أمرنا أن نعمل بها إنما نستقيها من وحي ربنا، الذي يشمل القرآن الكريم والسنة المطهرة.

أهل التفسير قالوا: إن الحكمة هي السنة والسنة شارحة ومفسرة لكثير من الأحكام المجملة في القرآن.

والسنة مبينة ومفصلة لأحكام القرآن، فهي تستقل ببعض الأحكام والتشريعات، كإيجاب صدقة الفطر، وتحريم الذهب والحرير على الرجال، والنهي عن الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها، ورجم الزاني المحصن، وإرث الجدة، والواجب على الجميع التمسك بالكتاب والسنة وألا نفرق بينهما، من حيث وجوب الأخذ بهما كليهما، وإقامة التشريع عليهما معا، وهذا هو الضمان لنا أن لا نزيغ ولا ننحرف ولا نضل.

النصوص الشرعية بينت أن طاعة الرسول طاعة لله، وأكدت على وجوب طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واتباعه، والتحذير من مخالفته وتبديل سنته فلا يمكن تطبيق الإسلام إلا بالرجوع إلى السنة، ولا إسلام للمرء بدون قبول السنة والعمل بها.

مما أخبر عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه سيأتي من بعده أقوام يردون أحاديثه ويطعنون فيها، فعن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه...) رواه أبوداود والترمذي والحاكم وأحمد، وقال في هذا تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته من منهج هؤلاء القوم الذين يرفضون السنة النبوية، وكشف لحالهم حتى لا يغتر أحد بطريقتهم، ومخادعتهم للناس».

فيصل غزاوي - الحرم المكي

الإيمان بالله


«في مثل هذا الزمن الذي تكاثرت تحدياته وعظمت مخاطره لبني الإنسان، مخاطر للنفس، مخاوف على الذرية، صعوبات في تحصيل الأرزاق، إلى ما لا ينتهي من المخاوف التي تمر بالإنسان في هذا العصر مما لا يحصى ولا يخفى، هنا تعظم الحاجة وتشتد الضرورة إلى معرفة ما يوصل العباد إلى الهمم العالية والعزيمة القوية ليتحصلوا بذلك على المصالح المرجوة والمنافع المبتغاة.

الإنسان متى فوض أمره إلى الله وقطع قلبه عن علائق الخلق وقام بما شرعه الله له من الأسباب الحسية والشرعية صار ذا همة عالية قد وطأ نفسه على ركوب المصاعب وهانت عليه الشدائد ما دام قلبه مفرغا إلا من التوكل على الله والاعتماد عليه لأنه على يقين جازم بوعد الله.

المتوكل على الله واثق بالله تعالى بأنه لا يفوته ما قسم له فإن حكمه لا يتبدل ولا يتغير لقوله تعالى، ومن حقق التقوى وصدق في التوكل على المولى فقد تحصل على أعظم المطالب وأجل المآرب، ومن فوض أموره إلى ربه وتوكل على خالقه موحدا له منيبا أواها تائبا ممتثلا طائعا جعل له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب لقوله تعالى عن العبد الصالح (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب)، وقوله صلى الله عليه وسلم (من قال إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له هديت وكفيت ووفيت، وتنحى عنه الشيطان)».

حسين آل الشيخ - الحرم النبوي