دخيل سليمان المحمدي

حاويات بلا نفايات

الجمعة - 20 يوليو 2018

Fri - 20 Jul 2018

عندما نذكر عبارة السلوك الاجتماعي فإننا نعني تلك الحوادث الجارية في حياتنا اليومية، والنشاطات والتفاعل التي يقوم بها أحدنا مع مجموعة من الأفراد، حيث إن كل إنسان يعكس شخصيته وتربيته من خلال تصرفاته وتعامله وتفاعله وأفعاله، مبينا ما يتمتع به من قوة الوعي قياسا بتلك التصرفات، فمن هذه التصرفات عدوانيته للممتلكات العامة كرمي النفايات وعدم وضعها في الحاويات المخصصة لها، فهذا يعتبر ليس لديه وعي حتى نستطيع أن نقيس معيار قوته، بل يعتبر ذلك مؤشرا هادما للرقي، مما قد يؤثر على ما يمتاز به غيره من سلوك راق إذا لم تتم معالجته وردعه، حيث إن المحافظة على نظافة البلد ليست بحاجة إلى قانون وتشريعات وغرامات وسياسات، فالمسألة وبعيدا عن القوانين والتشريعات هي ثقافة بحد ذاتها، تفرضها الأخلاق والدين أولا والعقل والمنطق ثانيا، في إطار المحافظة على الصحة العامة والمشهد الحضاري.

لا نريد أن نضرب الأمثال بالدول الغربية، ولكن يجبرنا الحال على أن نذكرها كمثل يحتذى به في نظافة الأحياء والشوارع. وذلك لما تعودوا عليه من الأبناء عن الآباء، وأيضا لقوة النظام وتطبيق العقوبات التي نفتقدها على من يرمي منديلا، فكيف بنا ونحن نرمي أكياسا محملة بشتى أنواع وأشكال بقايا المواد الغذائية، والتي لا يستطيع أن يقوم بحملها رجل واحد بل يتعاون عليها أفراد العائلة ليلا أو توزيعها إلى أجزاء ليسهل على الخادمة حملها والتخلص منها بوضعها بجوار الحاوية التي أمام المنزل، لتأتي القطط وتقوم بتمزيق ما بقي من الأكياس المنهكة امتلاء بشتى أنواع البقايا.

هذا مؤشر على قلة الوعي وقلة الذوق العام، وتلك المناظر السيئة تجلب الكآبة والأمراض لما تسببه من انتشار الحشرات والقوارض والبعوض.

أتمنى أن يكون لكل منزل حاوية خاصة به، ويتم تفعيل تطبيق قانون ولوائح مخالفات النظافة بإصدار مخالفات رادعة لكل من يرمي المخلفات بجوار الحاويات، وذلك من أجل تغيير السلوكيات والآداب العامة للحفاظ على النظافة العامة.