بعد فضيحة الإرهاب.. عمال مونديال قطر يذبحون بسيف العبودية

وفاة 520 عاملا من نيبال والهند وبنجلاديش من بينهم 385 حالة غامضة
وفاة 520 عاملا من نيبال والهند وبنجلاديش من بينهم 385 حالة غامضة

الجمعة - 20 يوليو 2018

Fri - 20 Jul 2018

سلطت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير نشرته أمس الضوء على الظروف القاسية التي يعاني منها العمال المشاركون في مشاريع كأس العالم في قطر 2022.

وكشفت الصحيفة في تقريرها عن عدد الوفيات في مواقع البناء، والذي تجاوز الـ520، ونظام الكفالة الذي يجبر العمال بحسب الصحيفة على القيام بأعمال تفوق قدراتهم، وفي ظروف مناخية قاسية تتجاوز فيها درجة الحرارة 50 درجة مئوية، وإلا فستتم إعادتهم إلى بلادهم.

وذكر التقرير أن المتحدثين بالإعلام عادة لا يهتمون بالتقدم في البناء إلا في الأشهر التي تسبق المنافسة، حيث يتساءل المراقبون بشكل اعتيادي عما إذا كانوا «جاهزين في الوقت المناسب» ولكن، في حالة قطر، ولدت هذه الأعمال اهتماما فوريا لسببين خاصين، هما نظام الكفالة والحرارة.

فالحرارة الشديدة التي تحتدم هناك خلال فصل الصيف والتي يمكن أن تتجاوز 50 درجة، سببت عددا من الوفيات في مواقع البناء، ونظام الكفالة الذي يربط العمال الأجانب بأصحاب العمل، ويخضعهم لرغبة الأخيرين في تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد، لذلك صدم العالم من فكرة مفادها أن مئات الآلاف من المهاجرين الآسيويين العاملين في مشاريع كأس العالم يذبحون في ظروف قريبة من «العبودية»، وقد دقت منظمات حقوق الإنسان ناقوس الخطر، مطالبة بإلغاء الكفالة.

الحد الأدنى للأجور

تدرك اللجنة المنظمة لكأس العالم، والتي تشرف على بناء الملاعب الجديدة الثمانية لعام 2022، أنها في مرمى هدف المنظمات غير الحكومية والإعلام، لذلك فهي تخضع الشركات التي فازت بالعقود لمواصفات أكثر تقييدا، وهذه الشركات العملاقة تواجه خطر فقدان سمعتها إذا أخلت بالشروط، فلديهم أيضا مصلحة في ضمان الامتثال لمعايير السلامة ورفاهية العمال.

هذه التحسينات الطفيفة، والتي تفيد بشكل خاص عمال الملاعب، أقنعت منظمة العمل الدولية (OIT) بإغلاق قضية «العمل القسري»، التي تخضع للتحقيق منذ عام 2014 ضد قطر. وفي المقابل، افتتحت هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة مكتبا في الدوحة، مهمته مرافقة قطر نحو إلغاء الكفالة ووضع الحد الأدنى للأجور، الذي حدد حاليا بـ750 ريالا قطريا (176 يورو)، وهو مبلغ بخس حتى لو كان لا يشمل السكن والطعام والنقل.

الخبراء في حيرة

في أصل شكوى «العمل القسري» لعام 2014، نقابيو الاتحاد الدولي لنقابات العمال أنفسهم مقتنعون بأن هنالك ثمة نقطة تحول قيد التنفيذ، نقطة التحول هذه تترك عددا من المدافعين عن حقوق الإنسان في حيرة من أمرهم حول قضايا الهجرة في الخليج، مثل الخبير السابق في هيومن رايتس ووتش (HRW) نيكولاس ماكغيهان، الذي قال «من الطبيعي أن تركز منظمة العمل الدولية على الجوانب الإيجابية لشراكتها مع قطر، لكن سنوات مرت ونحن موعودون بإلغاء الكفالة. لم تتبق سوى أربع سنوات على كأس العالم، وما زلنا ننتظر الإصلاحات البنيوية لإثبات أن قطر تسير في الاتجاه الصحيح».

عمليات اختفاء «غير مبررة»

يفسر التناقض في الأرقام المقدمة إلى هيومان رايتس ووتش بحقيقة أن غالبية حالات الاختفاء هذه توصف بأنها «غير مبررة»، أو تنسب إلى «قصور في القلب» بصيغ تعويضية، تسمح للحكومة بعدم احتسابها كحوادث في مكان العمل، ومع ذلك يعتقد بعض الخبراء أن الفرن الحقيقي يكمن في الإمارة خلال فصل الصيف والذي يمكن أن يسبب صدمة فرط الحرارة مما يؤدي إلى السكتة القلبية.

وإن تمت حماية عمال الملاعب بشكل أفضل من المتوسط، فذلك كونهم جزءا صغيرا من القوى العاملة المساهمة في الاستعدادات لعام 2022. ووفقا لصحفي نيبالي سابق موجود في قطر منذ عشر سنوات «تواصل الشركات انتهاك التشريعات التي تحظر العمل في الهواء الطلق خلال الساعات الأكثر سخونة في الصيف». وقال نيكولاس ماكغيهان «من الغريب أننا ما زلنا لا نعرف عدد العمال الذين ماتوا منذ عام 2012 ولماذا». ويجب على FIFA أن تطالب الحكومة القطرية بتسليط الضوء على هذه القضية.

  • في عام 2012 توفى 520 عاملا من نيبال والهند وبنجلاديش من بينهم 385 حالة وفاتهم غامضة.

  • في عام 2013 أجرت صحيفة الجارديان تحقيقات أكدت أن 4000 عامل معرضون لخطر الهلاك بحلول المباراة الافتتاحية.

  • الحد الأدنى للأجور، الذي حدد حاليا بـ(176 يورو)، يعد مبلغا بخسا حتى لو كان لا يشمل السكن والطعام والنقل.