علي الغامدي

العلاج بالفن

الخميس - 19 يوليو 2018

Thu - 19 Jul 2018

يعتبر الفن من أبدع الطرق التي استخدمها البشر للتعبير عن مشاعرهم والتواصل فيما بينهم، وبه تميز عن سائر المخلوقات.

وقد اسخدم الإنسان القديم الرسم مثلا لوصف يومياته بواسطة النقش على جدران الجبال والكهوف. من خلال هذه الرسومات استطاع علماء الآثار التعرف على نمط الحياة اليومي لكثير من الحضارات السابقة كطريقة الصيد والسكن والاحتفالات. ولكن كيف تطور فهمنا لدلالات هذه الرسومات؟

في أربعينات القرن الماضي استطاع علماء النفس ملاحظة التطور الذي يحدث على المستويين العقلي والإدراكي وتغير المشاعر لدى الأطفال عند تقدمهم في السن من خلال تغير رسوماتهم بعد تحليلها ومتابعتها لعدة سنوات. وكانت هذه بداية استخدام الفن للتعرف على الجوانب العقلية والنفسية للمصابين ببعض الاضطرابات، ومن ثم محاولة السيطرة على أفكارهم وسلوكياتهم من خلاله.

في العصر الحديث أصبح من الممكن استخدام الفن كوسيلة تشخيصية وعلاجية مساعدة كاكتشاف ودراسة أجزاء مختلفة من شخصياتنا والتخفيف من حدة أعراض بعض الاضطرابات كالتوتر والاكتئاب.

وأكدت منظمة العلاج بالفن الأمريكية أن هناك فئات من الناس أظهروا استجابة إيجابية كبيرة عند ممارسة بعض الفنون كالرسم والنحت والكتابة والدراما والموسيقى. فقد خففت من حدة الأعراض لدى من يعانون من توتر حاد وساعدت الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم أو مشاكل سلوكية واجتماعية في التغلب على مشاكلهم، كما ساعدت في السيطرة على الأفكار السلبية التي يعاني منها الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات نفسية نتيجة التعرض للتحرش.

الذي يحدث للعقل عند ممارسة الفن هو أنه عندما يقوم شخص ما بالرسم مثلا فإن أول المواضيع التي ستتبادر إلى ذهنه هي التجارب والحوادث التي مر بها في حياته، والتي تركت أثرا عميقا بالإضافة للأفكار التي تسيطر على عقله لأغلب الوقت من مشاعر الألم والفرح والأماني والمخاوف التي يشعر بها، حيث تظهر على هيئة صور، فيقوم عقله بترجمة تلك الصور عبر ريشته إلى رموز وأشكال يرسمها على الورق.

طريقة ترجمة الأفكار والصور إلى رموز وأشكال تتطلب عملية إبداعية معقدة في الدماغ ينتج عنها زيادة إفراز الإندروفين والذي يعتبر من أهم الهرمونات التي تشعر الإنسان بالسعادة وتخفف التوتر. عندها تنتظم ضربات القلب ويخف ضغط الدم تهدأ النفس ويشعر الإنسان بالاسترخاء.

لا يشترط أن يتمتع الشخص بموهبة الرسم حتى تتحقق له الفائدة، بل إن كل ما عليه هو أن يمسك بالريشة ويبدأ بالرسم كأنه يتحدث للعالم عن مشاكله ونظرته للحياة عن طريق رسمة أو معزوفة. عندها سيفرغ طاقته السلبية وينتقل إلى عالم آخر ليهدأ الضجيج الذي بداخله وينعم بالاسترخاء.

اهتموا بالفنون فهي ليست مجرد خربشات وحركات لا معنى لها، بل إنها حياة للأرواح التي أوشكت أن تذبل.

1 متى بدأ الإنسان ممارسة الفن ولماذا؟

2 ما هي العلاقة بين الفن والعقل؟

3 كيف يمكن للفن أن يغير من طريقة تفكيرنا؟

4 ممارسة الفن للاسترخاء والخروج من ضغوطات الحياة

@ AliGhamdi2