عبدالله المزهر

ليلى والمليشيا..!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 17 يوليو 2018

Tue - 17 Jul 2018

وإن سألوك ما حل بليلى في العراق؟ فأخبرهم أنها لم تعد تجد ماء ولا كهرباء ولا دواء، وأن قيسا قد هاجر منذ أن دخل هولاكو بغداد ولم يعد حتى الآن. ويقولون إنه كتب على صفحته في الفيس بوك أنه لن يعود لأن فارسيا سرق منزله وعقر دابته.

وأخبرهم أيضا بأن الذين يشعلون الأرض من أجل ظهور المنتظر قد أدخلوا ليلى وأهل ليلى وعشيرة ليلى وكل العراق ـ وهو العظيم الغني بكل شيء ـ في سرداب الفقر والألم والحاجة، ثم عاشوا هم في بذخ وبحبوحة من العيش يكافئون أنفسهم على سرقة ماء الناس وغذائهم ودوائهم ونفطهم.

ثم إن ليلى قد ابتليت بجار سوء، يسطو على دارها ويستخدم إخوتها يؤذي بهم بقية الجيران. وقد كتبت هي الأخرى على صفحتها رسالة ربما لم تصل، كانت تحذر قيسا من العودة وأن خسارة حبه وقلبه أهون عليها من أن تراه مجندا في ميليشيا إيرانية الهوى لأنها الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام العراقي إن أراد أن يحصل على الحد الأدنى من الحياة.

أرادت أن تشرح في ذلك المنشور ـ قبل أن تحذفه من صفحتها لأسباب أمنية ـ أنه لا يمكن شرح السوء الذي آل إليه حالها، لكنها طلبت من القارئ الذي يريد أن يفهم الوضع أن يتخيل أنها وأهلها وجيرانها وكل سكان العراق أصبحوا يترحمون على عصر الطغاة القتلة المجرمين السابقين، أصبحوا يتذكرون صدام وهولاكو وكل طاغية مر على العراق ويقولون ليته يعود لنرتاح من جيرة السوء ولننعم بشيء من الحياة.

لمحت في تلك الرسالة التي ضلت الطريق، بأنها لم تعد تستغرب ما يحدث لها ولأهلها فقد اعتادته وألفته، وأن جيلا كاملا الآن لا يعرف حياة أخرى ولا يتخيلها. ولكنها تريد أن تفهم كيف يفكر آخرون في بقية الأمصار البعيدة وهم يتمنون أن يكون جارها اللئيم جارا لهم أيضا، وكيف يلحون عليه بالقدوم، ويقدمون دماء أهليهم قربانا لدعوته.

كيف يفكر أهل بلاد فقيرة في أن قدوم هذا الجار المؤذي سيكون سببا في سعادتهم وهو الذي أتعس العراق العظيم والغني، كيف سيجعل اليمنيين أغنياء أقوياء وهو الذي تسبب في فقر وضعف العراق.

ويقول الذين اطلعوا على المنشور قبل حذفه إنه لم يجب أحد على تساؤلاتها، وإن الذين ردوا عليها كانوا يشتمونها فقط، ويتهمونها بأنها عميلة لأمريكا، تكره المقاومة والمقاومين. ردت غاضبة: اللعنة على أمريكا وعلى إيران، ثم حذفت ردها أيضا خوفا من اتهامها بالإرهاب.

ثم أما بعد:

ما أكثر العبر وما أقل المعتبرين!

@agrni