أطفالنا.. والواقع الافتراضي!
الأحد - 15 يوليو 2018
Sun - 15 Jul 2018
تداول المجتمع في السعودية خلال الأسبوع الماضي مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية ونصوصا مكتوبة حول سلبيات استخدام الأطفال والمراهقين للإنترنت والجوال والألعاب الالكترونية، وهذه ليست المرة الأولى التي أشاهد فيها هذه الموجة الاجتماعية المضادة، والتي غالبا ما تظهر خلال الإجازة الصيفية!
وبعيدا عن المبالغة في ردة الفعل تجاه المنصات الرقمية والألعاب الالكترونية والشبكات الاجتماعية والتطبيقات الاتصالية، فإن هذه التقنيات الحديثة تتميز بتطورها السريع وتنوع أشكالها وأنواعها، إضافة إلى سهولة استخدامها، وهذه الميزات جعلتها أداة في متناول كثير من فئات المجتمع، ولا سيما الأطفال والمراهقين والشباب، ودون تأهيل بإيجابيات الاستخدام السليم لهذه التقنيات الحديثة، إلى جانب عدم الوعي بأهمية أمن المعلومات وخطورة تجاهله، وتبعات ذلك من قرصنة واختراق وابتزاز الكتروني.
تقول أحدث الإحصاءات عن الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة إن هناك 40 مليون اشتراك في خدمات الجوال، وبنسبة انتشار على مستوى السكان بلغت أكثر من 126%، وإن هناك 2.5 مليون اشتراك في خدمات الإنترنت الثابت، بنسبة انتشار على مستوى المساكن تجاوزت 33%. وإن هناك نحو 30 مليون اشتراك في خدمات الإنترنت المتنقلة، وبنسبة انتشار على مستوى السكان بلغت 93.5%، وبشكل عام ارتفعت نسبة انتشار خدمات الإنترنت من 64% في 2014 إلى نحو 82% بنهاية 2017.
ولاحظ تقرير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات زيادة الطلب على خدمات الإنترنت وتنامي كمية البيانات المستخدمة، مع زيادة الاستخدام والارتباط الكبير بشبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعية، واستخدام قنوات المحتوى بحسب الطلب، مثل: يوتيوب، وسناب شات، فقد تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة حاليا ال 26 مليون مستخدم، ووصل عدد حسابات التواصل الاجتماعية النشطة نحو 25 مليون حساب، إضافة إلى الألعاب عبر الإنترنت. وبلغ إجمالي عدد الهواتف النقالة النشطة في مواقع التواصل الاجتماعي نحو 18 مليون جهاز، وارتفع عدد المستخدمين المتفاعلين في مواقع التواصل الاجتماعي إلى نحو 6 ملايين مستخدم في 2017.
هذه الإحصاءات وغيرها تؤكد وبشكل قاطع استحالة منع أو حظر استخدام هذه التقنيات الاتصالية الحديثة، كما يتم التسويق لذلك في مجموعات الواتس اب، ولكن تلك الإحصاءات في الوقت نفسه تدعم أهمية غرس الوعي الكافي بتقنيات الاتصال الحديثة، وتوفير الحماية اللازمة أثناء تصفح الشبكات الاجتماعية، وأهمية التأهيل بآثار الاستخدام غير الآمن لهذه التقنيات في المحافظة على الخصوصية الالكترونية، إلى جانب الدور النهم للوالدين في حماية أبنائهم من خطر الاختراق والابتزاز والتهديد الالكتروني، والمساهمة في رفع الثقافة الأمنية لدى جميع فئات المجتمع لبناء جيل آمن، وتمكينهم من مواجهة وتجاوز تحديات هذه الثورة التقنية المعلوماتية المتسارعة.
واتفقت أحدث الدراسات والأبحاث على أن الصعوبات التي تواجه الوالدين في ممارسة أساليب الرقابة الأسرية على الأبناء الذين يستخدمون الإنترنت والجوال والألعاب الالكترونية، تتمثل في سهولة المشاركة في تلك التقنيات والتطبيقات والألعاب لمن هم دون السن القانونية، وضعف الثقافة التوعوية بمخاطر هذه التقنيات والتطبيقات والألعاب، وضعف العقوبات على سوء الاستخدام، وميل المراهقين للاستقلال، وضعف الثقافة التوعوية بسلبيات استخدام تقنيات الاتصال الحديثة، وتعدد وتنوع برامج التواصل الاجتماعية.
ما سبق وغيره يؤكد ضرورة تعزيز الضوابط الداخلية للفرد، وكذلك تعزيز أساليب الرقابة الخارجية داخل الأسرة، للحد من سلبيات استخدام الإنترنت والجوال والألعاب الالكترونية، ومن ذلك تعزيز قناعة الأبناء بضرورة الإبلاغ في حال تعرضهم لأي استغلال عبر الشبكات الاجتماعية والتطبيقات الاتصالية، ورصد الوالدين للتغيرات السلوكية للأبناء بانتظام، ومحاورتهم لاستيعاب محتواهم الفكري.
وفي المقابل، ينبغي لوزارة التعليم أن تلعب دورا أكبر في إعداد الطلاب والطالبات وتأهيلهم عاطفيا وعقليا لحماية ذواتهم وهوياتهم من تأثيرات وسائل الإعلام الاجتماعية، وضرورة تعليم السلامة في استخدام الإنترنت، وأهمية احتواء المناهج والمقررات التعليمية على أجزاء تتناول أهمية شبكات التواصل الاجتماعية، وأساليب الاستخدام الآمن لتلك الشبكات، وتعزيز مفهوم الأمن المعلوماتي.
shakerabutaleb@
وبعيدا عن المبالغة في ردة الفعل تجاه المنصات الرقمية والألعاب الالكترونية والشبكات الاجتماعية والتطبيقات الاتصالية، فإن هذه التقنيات الحديثة تتميز بتطورها السريع وتنوع أشكالها وأنواعها، إضافة إلى سهولة استخدامها، وهذه الميزات جعلتها أداة في متناول كثير من فئات المجتمع، ولا سيما الأطفال والمراهقين والشباب، ودون تأهيل بإيجابيات الاستخدام السليم لهذه التقنيات الحديثة، إلى جانب عدم الوعي بأهمية أمن المعلومات وخطورة تجاهله، وتبعات ذلك من قرصنة واختراق وابتزاز الكتروني.
تقول أحدث الإحصاءات عن الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة إن هناك 40 مليون اشتراك في خدمات الجوال، وبنسبة انتشار على مستوى السكان بلغت أكثر من 126%، وإن هناك 2.5 مليون اشتراك في خدمات الإنترنت الثابت، بنسبة انتشار على مستوى المساكن تجاوزت 33%. وإن هناك نحو 30 مليون اشتراك في خدمات الإنترنت المتنقلة، وبنسبة انتشار على مستوى السكان بلغت 93.5%، وبشكل عام ارتفعت نسبة انتشار خدمات الإنترنت من 64% في 2014 إلى نحو 82% بنهاية 2017.
ولاحظ تقرير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات زيادة الطلب على خدمات الإنترنت وتنامي كمية البيانات المستخدمة، مع زيادة الاستخدام والارتباط الكبير بشبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعية، واستخدام قنوات المحتوى بحسب الطلب، مثل: يوتيوب، وسناب شات، فقد تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة حاليا ال 26 مليون مستخدم، ووصل عدد حسابات التواصل الاجتماعية النشطة نحو 25 مليون حساب، إضافة إلى الألعاب عبر الإنترنت. وبلغ إجمالي عدد الهواتف النقالة النشطة في مواقع التواصل الاجتماعي نحو 18 مليون جهاز، وارتفع عدد المستخدمين المتفاعلين في مواقع التواصل الاجتماعي إلى نحو 6 ملايين مستخدم في 2017.
هذه الإحصاءات وغيرها تؤكد وبشكل قاطع استحالة منع أو حظر استخدام هذه التقنيات الاتصالية الحديثة، كما يتم التسويق لذلك في مجموعات الواتس اب، ولكن تلك الإحصاءات في الوقت نفسه تدعم أهمية غرس الوعي الكافي بتقنيات الاتصال الحديثة، وتوفير الحماية اللازمة أثناء تصفح الشبكات الاجتماعية، وأهمية التأهيل بآثار الاستخدام غير الآمن لهذه التقنيات في المحافظة على الخصوصية الالكترونية، إلى جانب الدور النهم للوالدين في حماية أبنائهم من خطر الاختراق والابتزاز والتهديد الالكتروني، والمساهمة في رفع الثقافة الأمنية لدى جميع فئات المجتمع لبناء جيل آمن، وتمكينهم من مواجهة وتجاوز تحديات هذه الثورة التقنية المعلوماتية المتسارعة.
واتفقت أحدث الدراسات والأبحاث على أن الصعوبات التي تواجه الوالدين في ممارسة أساليب الرقابة الأسرية على الأبناء الذين يستخدمون الإنترنت والجوال والألعاب الالكترونية، تتمثل في سهولة المشاركة في تلك التقنيات والتطبيقات والألعاب لمن هم دون السن القانونية، وضعف الثقافة التوعوية بمخاطر هذه التقنيات والتطبيقات والألعاب، وضعف العقوبات على سوء الاستخدام، وميل المراهقين للاستقلال، وضعف الثقافة التوعوية بسلبيات استخدام تقنيات الاتصال الحديثة، وتعدد وتنوع برامج التواصل الاجتماعية.
ما سبق وغيره يؤكد ضرورة تعزيز الضوابط الداخلية للفرد، وكذلك تعزيز أساليب الرقابة الخارجية داخل الأسرة، للحد من سلبيات استخدام الإنترنت والجوال والألعاب الالكترونية، ومن ذلك تعزيز قناعة الأبناء بضرورة الإبلاغ في حال تعرضهم لأي استغلال عبر الشبكات الاجتماعية والتطبيقات الاتصالية، ورصد الوالدين للتغيرات السلوكية للأبناء بانتظام، ومحاورتهم لاستيعاب محتواهم الفكري.
وفي المقابل، ينبغي لوزارة التعليم أن تلعب دورا أكبر في إعداد الطلاب والطالبات وتأهيلهم عاطفيا وعقليا لحماية ذواتهم وهوياتهم من تأثيرات وسائل الإعلام الاجتماعية، وضرورة تعليم السلامة في استخدام الإنترنت، وأهمية احتواء المناهج والمقررات التعليمية على أجزاء تتناول أهمية شبكات التواصل الاجتماعية، وأساليب الاستخدام الآمن لتلك الشبكات، وتعزيز مفهوم الأمن المعلوماتي.
shakerabutaleb@