محمد حطحوط

عندما يكذب الكبار.. كريستيانو رونالدو مثالا

السبت - 14 يوليو 2018

Sat - 14 Jul 2018

هيربالايف شركة أمريكية تعمل في قطاع المكملات الغذائية وتخفيف الوزن والعناية بالبشرة، وهي متخصصة فيما يسمى بالتسويق الشبكي/‏الهرمي، وهي من ضمن الشركات التي نعتُّها بوصف «داعش التسويق» لأنها تنتهج سياسات نفسية قريبة من ذلك، حيث عزل الفرد عن محيطه (علماء سلطان بالنسبة لداعش/‏يقابله مجتمعك وأهلك متخلفون لا يفهمون الإبداع الريادي لهيربلايف)، ثم إغراقه بالأوهام والأحلام (الجنة في داعش/‏الثراء السريع في هيربالايف) حتى يؤجر عقله، ويقع في الفخ، وينفق (تحويشة) العمر في منتجات ينتهي بها المطاف إلى زبالة المنزل!

حذر كثيرون من جميع الشركات المنخرطة في التسويق الشبكي/‏الهرمي بجميع صوره وأشكاله التي لا تنتهي، وتصلني مئات من الرسائل المبكية لأسر سعودية غرقت في الديون بعد تصديقها خرافة الثراء السريع، وجزر الباهاما والأموال التي تصلك وأنت نائم في منزلك!

هيربالايف بشكل سنوي لديها قضايا في المحاكم الأمريكية نتيجة سياسة التسويق المضلل الذي تتبعه مع العملاء، والكذب شبه الصريح الذي تقوم به، ولكنها في الفترة الأخيرة بدأت بسياسة تسويقية أثبتت أثرها المذهل! استقطاب مشاهير حول العالم للترويج لمنتجاتها، كان آخرهم اللاعب الكبير كريستيانو رونالدو الذي خرج معلنا لمنتجات الشركة، ليس إيمانا منه بها بقدر إيمانه العميق بالشيك البنكي الذي وصله بعدها!

وسبب انتقاء الشركة لهذا اللاعب تحديدا هو أن الشركة وجدت عملاءها في دول العالم الثالث مثل المكسيك وجنوب أمريكا والهند والشرق الأوسط، حيث اكتشفت عشقهم الكبير لكرة القدم، وحبهم العميق للظاهرة رونالدو! لأن البعض ما زال يعتقد أن ظهور منتج مع لاعب أو في قناة فضائية أو صحيفة يكسبه شرعية، وهذا غير صحيح.

قد يصل بائع وهم لبرنامج يومي في قناة فضائية! وجود شخصية مشهورة مثل رونالدو أضفى شيئا من المصداقية والطمأنينة لشرعية الشركة ومنتجاتها، وهنا نقول: أرجوكم لا تصدقوا رونالدو، لأنه بكل بساطة يكذب!

قبل أسابيع كذلك قامت مشهورة بعمل لقاء مع دكتور سعودي يعالج أورام الغدة بدون جراحة (تقنية التردد)، وأنه الوحيد في العالم الذي يقوم بها، لنكتشف من بيان الجمعية السعودية للغدد الصم المتخصصة بهذا المجال عدم دقة ما ذكر، وأن علاج الغدد بالتردد يكون في حالات خاصة جدا، كالحوامل والمصابات بالسرطان، ولم يتم اعتماد تقنية التردد بعد من المجامع الطبية المتخصصة والمراكز العلمية الكبرى.

لهذا ومرة أخرى، ظهور المنتج مع لاعب شهير أو إنسان متعلم - دكتور - لا ينبغي أن يجعلك توقف حسك النقدي، لأن الأصل في غالب ما يطرح عليك التضليل، خاصة مع غياب قانون صارم يجرم أشكال وألوان التسويق المضلل التي تفتك بالمجتمع السعودي دون حسيب أو رقيب!

صحيح أن رونالدو لم يعمل شيئا مخالفا قانونيا تماما مثل مشهور الغدد، لكنه رسب أخلاقيا - مثل صاحبتنا - في الإعلان لشركة سرقت أحلام الملايين، ولديها تاريخ أسود ومثير للجدل، وهذا لا يعفيه من تبعات ذلك.

@mhathut