سبل الهداية
«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الرحيم الشفيق، يدعو قومه ويحرص على هدايتهم، حتى لتكاد نفسه تذهب عليهم حسرات، فيقول الله له: (ولا تحزن عليهم، لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين)، ويقول له (وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين)، ويقول الله في سورة يونس (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون).
إن من ظن يوما أنه يستطيع هداية الناس أجمعين أو جمعهم على كلمة الحق الواحدة فهو مخطئ، إن هذا خلاف سنة الله وتقديره، وخارج عن قدرة البشر، ولا يزالون مختلفين. من الواجب على الداعية أن يقوم بما أمره الله به، وأن يبلغ الدعوة إلى الناس، وإن عليك إلا البلاغ. قل كما أمر الله نبيه أن يقول (قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين، وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين، ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين) وهذا في حقيقته غاية التثبيت واليقين».
صالح آل طالب - المسجد الحرام
رد الجميل
«المسلم لا ينسى أهل الفضل عليه ومن أسدى إليه معروفا، يذكر إحسانهم ويشكر جميلهم، ويقدر عطاءهم، كما لا ينسى في زحمة الحياة، وصخب أحداثها، من جمعتهم به علاقة ود ورحمة، وسابق عشرة، ولو شابها يوم خلاف أو شحناء، قال الله تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم) ورسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، سيد أهل الوفاء، علمنا أجمل معاني الإحسان، فقد اعترف بفضل زوجه خديجة بنت خويلد في حياتها، وحتى بعد مماتها، وكان يكثر من ذكرها وشكرها والاستغفار لها، ويقول (إنها كانت وكانت، وربما ذبح الشاة فقطعها ثم أرسلها في صدائق خديجة) رواه البخاري ومسلم.
أعلى الإسلام قدر من أسدى إليك معروفا وإحسانا، بل وأكد على مكافأته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) معناه: أن الله لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس، ويكفر معروفهم، لاتصال أحد الأمرين بالآخر، ومن معنى الحديث أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس، وترك الشكر لهم، كان من عادته كفر نعمة الله تعالى، وترك الشكر له، ومن معناه: أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله.
صور رد الجميل الذي يسعى للوفاء به أهل الوفاء يشمل الأقوال والأفعال والمشاعر، قال الله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، فإذا رد المسلم التحية، بمثلها أو أحسن منها، والمعروف بمثله أو أحسن منه، والكلمة الطيبة بمثلها أو أحسن منها، والهدية بمثلها أو أحسن منها، صفت قلوبنا، وقويت روابطنا، وتعمقت علاقاتنا، وانحسرت دائرة الخلاف بيننا».
عبدالباري الثبيتي- المسجد النبوي
«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الرحيم الشفيق، يدعو قومه ويحرص على هدايتهم، حتى لتكاد نفسه تذهب عليهم حسرات، فيقول الله له: (ولا تحزن عليهم، لعلك باخع نفسك أن لا يكونوا مؤمنين)، ويقول له (وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين)، ويقول الله في سورة يونس (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون).
إن من ظن يوما أنه يستطيع هداية الناس أجمعين أو جمعهم على كلمة الحق الواحدة فهو مخطئ، إن هذا خلاف سنة الله وتقديره، وخارج عن قدرة البشر، ولا يزالون مختلفين. من الواجب على الداعية أن يقوم بما أمره الله به، وأن يبلغ الدعوة إلى الناس، وإن عليك إلا البلاغ. قل كما أمر الله نبيه أن يقول (قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين، وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين، ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين) وهذا في حقيقته غاية التثبيت واليقين».
صالح آل طالب - المسجد الحرام
رد الجميل
«المسلم لا ينسى أهل الفضل عليه ومن أسدى إليه معروفا، يذكر إحسانهم ويشكر جميلهم، ويقدر عطاءهم، كما لا ينسى في زحمة الحياة، وصخب أحداثها، من جمعتهم به علاقة ود ورحمة، وسابق عشرة، ولو شابها يوم خلاف أو شحناء، قال الله تعالى (ولا تنسوا الفضل بينكم) ورسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، سيد أهل الوفاء، علمنا أجمل معاني الإحسان، فقد اعترف بفضل زوجه خديجة بنت خويلد في حياتها، وحتى بعد مماتها، وكان يكثر من ذكرها وشكرها والاستغفار لها، ويقول (إنها كانت وكانت، وربما ذبح الشاة فقطعها ثم أرسلها في صدائق خديجة) رواه البخاري ومسلم.
أعلى الإسلام قدر من أسدى إليك معروفا وإحسانا، بل وأكد على مكافأته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) معناه: أن الله لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس، ويكفر معروفهم، لاتصال أحد الأمرين بالآخر، ومن معنى الحديث أن من كان من طبعه وعادته كفران نعمة الناس، وترك الشكر لهم، كان من عادته كفر نعمة الله تعالى، وترك الشكر له، ومن معناه: أن من لا يشكر الناس كان كمن لا يشكر الله.
صور رد الجميل الذي يسعى للوفاء به أهل الوفاء يشمل الأقوال والأفعال والمشاعر، قال الله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، فإذا رد المسلم التحية، بمثلها أو أحسن منها، والمعروف بمثله أو أحسن منه، والكلمة الطيبة بمثلها أو أحسن منها، والهدية بمثلها أو أحسن منها، صفت قلوبنا، وقويت روابطنا، وتعمقت علاقاتنا، وانحسرت دائرة الخلاف بيننا».
عبدالباري الثبيتي- المسجد النبوي