مانع اليامي

حراميهم جائع وحرامينا شبعان وخبيث

الجمعة - 13 يوليو 2018

Fri - 13 Jul 2018

في الأيام الجارية يتداول رواد الانترنت رسالة اعتذار لص عربي يعتبر في ميزان السرقات عند أهل الفكاهة «حرامي طيب»، جاء في رسالة اللص العربي الأصيل التي تركها بخط يده لصاحب المنزل على باب ثلاجة الغذاء أنه لم يسرق إلا بسبب الجوع والحاجة، تباينت ردود الأفعال، والتعاطف وارد، والأكثر احتمالا أن مبدأ السرقة مرفوض عند كثير من الناس، حتى وإن كان العوز هو المحرك.

والقصص الطريفة كثيرة، يحكى أن لصا أمضى وقتا طويلا يراقب تحركات صاحب سيارة على خلفية توقعه الظفر بغنيمة، وبعد استواء الفرصة لم يجد اللص في السيارة ما يرضي تخطيطه والتوقعات المصاحبة، وقتها ترك لصاحب السيارة مبلغا وطلب منه تنظيف سيارته على حسابه لسوء وضع نظافتها، في باب التهكم هذا اللص كريم والأول طيب.

ما تقدم تزامن مع إعلان النيابة العامة السعودية القبض على لص من نوع آخر يختفي بيننا ويتحرك بمساعدة بعضنا، وهو لا ينتمي للصوص الطيبين، وليس له علاقة بالكرماء من اللصوص، هو عندي جريء جدا وبه علة، العلة ليست في أهليته العقلية، العلة في عقيدته الوطنية وقبلها الدينية لا شك. مسؤول بدرجة تنفيذي ربما أول في وزارة سيادية، يراقب توجهات الدولة ويمر عليه ما يؤكد دقة المرحلة وحزم القيادة، ومع كل هذا يفتح بطنه في يوم شاهر لحفنة نقود مسمومة، ويمد يده لمصافحة الرشوة المحرمة، وينثني لتقبيل عفنها تمهيدا للتمتع بالمصالح الضيقة! غير أن نباهة وزارة الدفاع أسفرت عن القبض على المذكور بالجرم المشهود، وسلبت أفراح الحرامي ومعاونيه.

سبق أن عبرت عن بالغ تقديري للجهات المختصة في هذه المساحة لغرض مختلف، بدا فيه دورها مميزا وعادلا يصب في دقه وجله في المصلحة العليا للوطن، اليوم أقرن التقدير بالاحترام ومزيد من العرفان. ومصافحة يد وزارة الدفاع والنيابة العامة والجهات الأمنية المختصة، خير من مصافحة يد «حرامي» يسرق وطنه، والله المستعان. نعم في جهود الجهات الأمنية المختصة في وطننا رسالة تؤكد أن القانون فوق الجميع.

ما أود قوله في الختام هو أن التعاون المجتمعي مع الجهات الرقابية والأمنية المختصة بإخلاص أقل الواجب على كل سعودي وسعودية، وطننا المملكة العربية السعودية أمانة في أعناقنا. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]