فواز عزيز

منصة حنين الإخبارية وأطفال الكهف

الخميس - 12 يوليو 2018

Thu - 12 Jul 2018

• وسائل التواصل والأجهزة الذكية جعلت المواطن جزءا من الإعلام وشريكا في صناعة المحتوى أو الترويج له إذا تعامل بوعي وحرص، وأحيانا يصبح العكس إذا لم يستوثق المعلومة ويدققها، فيكون جزءا من إشاعة الشائعات وترويج معلومات غير صحيحة.

• بإمكان أي مواطن أن يكون صحفيا مستقلا ينقل الخبر والحدث، لكنه يحتاج معرفة القوانين والأنظمة ليحمي نفسه من الخطأ، وكذلك المهارة الكتابية التي تقنع المتلقي وتلفت انتباهه وتجعله يروج للمحتوى الذي قدمه «المواطن الصحفي»، وربما تلجأ إليه بعض المؤسسات الإعلامية كمصدر للخبر، وتنقل عنه أو تستعين به لمزيد من المعلومات التي تساعدها في تقديم محتوى صحفي لمتابعيها، متى ما كسب مصداقية عالية وموثوقية.

• ربما من أسباب ظهور «صحافة المواطن» تقصير وسائل الإعلام في تقديم كل ما يهم المواطن، وغياب بعض ما يثير اهتمامه عنها.

• جزء كبير مما تتجاوب معه مؤسسات الدولة وتعالجه من مشاكل يكون مبنيا على ما تقدمه «صحافة المواطن» رغم ما يشوبها من فوضوية وبدائية في تقديمها وعرضها للناس، وكذلك جزء كبير مما تقدمه «صحافة المواطن» تتبناه وسائل إعلامية وتقدمه بصناعتها هي وليس كما قدمه «المواطن الصحفي».

• كثير من القنوات التلفزيونية تستفيد مما تقدمه «صحافة المواطن» في برامجها وأخبارها، وكثير من الصحف تصنع بعض قصصها الصحفية على قاعدة «المواطن الصحفي» الذي ربما يرمي في وسائل التواصل الاجتماعي خبرا شاهده أو قصة عايشها، فتنتشر القصة في العوالم الافتراضية قبل أن يبنى عليها صحفي محترف قصة صحفية رائعة بعدما يستوثق المعلومات ويزيد عليها من مصادره وقدراته التواصلية.

• بعض قصص «صحافة المواطن» تموت في مهدها ولا تلقى رواجا، وبعضها تنتشر كالنار في الهشيم؛ لأنها قدمت بأسلوب جيد وتحتوي على معلومات وصور مثيرة، فالناس تروج لكل ما يلفت اهتمامها سلبا وإيجابا.

• على الطرف الآخر استغل البعض فكرة «صحافة المواطن» لترويج إشاعات أو أخبار قديمة بعد تحديثها، وانطلى بعضها على كثير من الناس؛ لذلك نسمع ونقرأ كثيرا عن نفي إشاعات.

• المصداقية والموثوقية أهم عناصر «صحافة المواطن» ولا يقف هذا العنصر عن مقدم المحتوى بل له أهمية حتى عند متلقي المحتوى، فيجب عليه إن لم يكن مقدمها ذا مصداقية أو كان مجهولا، أن يبحث - المتلقي - عن صحة المحتوى قبل الترويج له.

(بين قوسين)

• خلال أيام قد يستطيع «المواطن الصحفي» أن يكسب مصداقية وسمعة أقوى من بعض الوسائل الإعلامية التي أمضت سنوات تصنع سمعتها.

• قصة «أطفال الكهف» الذين علقوا في كهف في تايلاند كانت ميدانا لـ «صحافة المواطن» لتقديم محتوى إعلامي، فبرزت الشابة العراقية «حنين المعموري» وأثبتت أنها تمتلك حسا صحفيا وقدرة على تقديم محتوى إعلامي، فأصبحت خلال 5 أيام مصدرا للمتلقي العربي في متابعة تفاصيل إنقاذ 13 طفلا علقوا في كهف باستعانتها بمصادر إعلامية أجنبية ومعارفها في تايلاند، وقدمتها في متابعة دقيقة للحدث عبر حسابها في تويتر، فكسبت الكثير من التفاعل والمتابعة حتى أصبحت شخصية معروفة إعلاميا، وزاد عدد متابعي حسابها من 16 ألفا إلى أكثر من 125 ألفا.

ورغم أنه لم يكن لها علاقة بالإعلام قبل حادثة «أطفال الكهف»، إلا أن غياب أخبار الحدث عن الإعلام العربي خلال 9 أيام من بداية مأساتهم هو ما جعلها تهتم بالقصة وتصبح مصدرا عربيا لمتابعة القصة المثيرة للاهتمام والتفاعل والتعاطف.

@fwz14