وقفة الرجال
الاثنين - 09 يوليو 2018
Mon - 09 Jul 2018
شاهدت فرحة المصريين واحتفالهم بالذكرى الخامسة لثورة 30 يونيو، وفرحت معهم، فعودة مصر بكل ثقلها الإقليمي إلى عرينها العربي كانت فاصلا مهما بين ما كان وما سيكون، يوم سيخلد في تاريخ مصر، فمن الصعب أن ينساه شعب مصر العزيز، قال عنه مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة «إن ثورة 30 يونيو من أيام الله وهو اليوم الذي نصر فيه الله المؤمنين ومكنهم في الأرض وأزال دولة الفاسقين الفاسدين المجرمين».
شعب مصر عاش عاما أسود، ذاق فيه نار الأيديولوجية الدينية، وغاص في ظلمة التطرف الطائفي، حتى كادت تلتهمه المذهبية، وتتمزق وحدته الوطنية.
زرت مصر في ذات العام، وكنت - ولا زلت - أحمل من السابق انطباعا طيبا عن الأشقاء فيه، فقد أحببت فيهم حس الدعابة التي لا تفارق كلامهم ولا أفعالهم، ولين جانبهم مع الغريب، ولطف تعاملهم مع السائل، وكرمهم مع ضيفهم.
كل هذا شاهدته يتغير مع أول خطوة لي على أرضها، فالخوف من قادم الأيام أشغل تفكير الناس، والتوتر غير الوجه الباسم إلى عابس، وشعرت بحجم التشاؤم في تعاملاتهم قبل كلماتهم، شعرت بحزن الفقراء قبل الأغنياء، والمثقفين والبسطاء على من استغل غضبهم على النظام السابق فسرق ثورة 25 يناير، وبدد حلمهم في التغيير للأفضل، حطم آمالهم في العيش الكريم، كانوا في حالة من القلق على ما سيفعل بهم مخطط الإخوان.
خرج الملايين من أبناء هذا الشعب الأصيل غاضبين من عصابة تحكم باسم الدين، وليس لها منه إلا اسمه، استباحت حدود البلاد وحقوق العباد بلا ذمة، خرجوا بعد أن أدركوا حجم المؤامرة التي بدأت تغير ملامح وطنهم، وتوطن الفتن الطائفية بينهم، وترسم لتسليم مقاليد حكم بلادهم لأعدائهم.
بعدها بيومين انتهى حكم الإخوان، وبدأت مصر مرحلة العودة الشاقة، باحثة عن العون والسند في أخطر أوقات تمر على هذا البلد، فالتحديات الداخلية لم تنته، والمواقف الدولية تتباين، فلم تتأن المملكة العربية السعودية في إعلان موقفها الشجاع الداعم بكل الصور لإرادة الشعب المصري، مؤكدة أن السعودية شعبا وحكومة تقف مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، فصدر البيان التاريخي الذي دعا فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله – رحمه الله - المصريين والعرب والمسلمين إلى التصدي لكل من يحاول زعزعة أمن مصر، معتبرا أن من يتدخل في شؤون مصر الداخلية من الخارج يوقدون الفتنة، وعبر بوضوح شديد عن موقف المملكة، فقال «وضد كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء». وطمأن رحمه الله الشرفاء في كل أنحاء الوطن العربي فقال «مصر ستستعيد عافيتها».
هذه والله وقفة الرجال، كما وصفها آنذاك الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، وأشاد بها الرئيس الحالي محمد عبدالفتاح السيسي في حديث تلفزيوني قال فيه «إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ساند مصر ووقف بجوارها خلال ثورة 30 يونيو وما تلاها، وأصدر بيانا قويا رافضا فيه المساس بمصر». وأثنى على دور وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - الذي سافر إلى باريس لدعم مصر خارجيا وتوضيح موقف مصر وما يحدث فيها.
بهذا الموقف العظيم خابت كل ظنون ومخططات من كان يحلم بأن تجتاح مصر الفوضى الخلاقة، وانتصرت إرادة وصلابة شعب مصر الشقيق، حفظ الله مصر والمصريين.
hq22222@
شعب مصر عاش عاما أسود، ذاق فيه نار الأيديولوجية الدينية، وغاص في ظلمة التطرف الطائفي، حتى كادت تلتهمه المذهبية، وتتمزق وحدته الوطنية.
زرت مصر في ذات العام، وكنت - ولا زلت - أحمل من السابق انطباعا طيبا عن الأشقاء فيه، فقد أحببت فيهم حس الدعابة التي لا تفارق كلامهم ولا أفعالهم، ولين جانبهم مع الغريب، ولطف تعاملهم مع السائل، وكرمهم مع ضيفهم.
كل هذا شاهدته يتغير مع أول خطوة لي على أرضها، فالخوف من قادم الأيام أشغل تفكير الناس، والتوتر غير الوجه الباسم إلى عابس، وشعرت بحجم التشاؤم في تعاملاتهم قبل كلماتهم، شعرت بحزن الفقراء قبل الأغنياء، والمثقفين والبسطاء على من استغل غضبهم على النظام السابق فسرق ثورة 25 يناير، وبدد حلمهم في التغيير للأفضل، حطم آمالهم في العيش الكريم، كانوا في حالة من القلق على ما سيفعل بهم مخطط الإخوان.
خرج الملايين من أبناء هذا الشعب الأصيل غاضبين من عصابة تحكم باسم الدين، وليس لها منه إلا اسمه، استباحت حدود البلاد وحقوق العباد بلا ذمة، خرجوا بعد أن أدركوا حجم المؤامرة التي بدأت تغير ملامح وطنهم، وتوطن الفتن الطائفية بينهم، وترسم لتسليم مقاليد حكم بلادهم لأعدائهم.
بعدها بيومين انتهى حكم الإخوان، وبدأت مصر مرحلة العودة الشاقة، باحثة عن العون والسند في أخطر أوقات تمر على هذا البلد، فالتحديات الداخلية لم تنته، والمواقف الدولية تتباين، فلم تتأن المملكة العربية السعودية في إعلان موقفها الشجاع الداعم بكل الصور لإرادة الشعب المصري، مؤكدة أن السعودية شعبا وحكومة تقف مع مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، فصدر البيان التاريخي الذي دعا فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله – رحمه الله - المصريين والعرب والمسلمين إلى التصدي لكل من يحاول زعزعة أمن مصر، معتبرا أن من يتدخل في شؤون مصر الداخلية من الخارج يوقدون الفتنة، وعبر بوضوح شديد عن موقف المملكة، فقال «وضد كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء». وطمأن رحمه الله الشرفاء في كل أنحاء الوطن العربي فقال «مصر ستستعيد عافيتها».
هذه والله وقفة الرجال، كما وصفها آنذاك الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، وأشاد بها الرئيس الحالي محمد عبدالفتاح السيسي في حديث تلفزيوني قال فيه «إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ساند مصر ووقف بجوارها خلال ثورة 30 يونيو وما تلاها، وأصدر بيانا قويا رافضا فيه المساس بمصر». وأثنى على دور وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - الذي سافر إلى باريس لدعم مصر خارجيا وتوضيح موقف مصر وما يحدث فيها.
بهذا الموقف العظيم خابت كل ظنون ومخططات من كان يحلم بأن تجتاح مصر الفوضى الخلاقة، وانتصرت إرادة وصلابة شعب مصر الشقيق، حفظ الله مصر والمصريين.
hq22222@