علم الحريق ودرهم الوقاية
الاثنين - 09 يوليو 2018
Mon - 09 Jul 2018
من خلال التعلم والعمل في المجالات الهندسية لمكافحة الحريق وكيفية ترتيب تناغم الإجراءات والمواصفات الهندسية لتفادي الحريق وعدم انتشاره، تعلمت من نصوص هذا العلم أن هناك أربعة مستويات رئيسة لتفادي خطر الحريق وانتشاره في أي منشأة:
1. تدابير عدم حدوث حريق، وذلك من خلال مواصفات قياسية تمنع نشوب الحريق عن طريق التخزين الجيد للمواد بمختلف أنواعها، وترتيبها وعدم وجود مصادر لحدوث شرر بالقرب من المواد القابلة الاشتعال، وكذلك من خلال وجود دراسات مخاطر الحريق (fire risk assessment) التي تعنى في جانب منها بمثل هذه التدابير الوقائية.
2. عدم انتشار الحريق من خلال وجود مواصفات قياسية تجعل من الحريق محصورا في مكان واحد ولا ينتشر لبقية أرجاء المنشأة مثل الجدران والأبواب العازلة أو الدهانات المقاومة للحريق التي قد تقاوم الحريق إلى نحو أربع ساعات، وهو ما يعرف بمبدأ الحيز المستقل (compartment)، وهو تقسيم المنشأة أو المبنى إلى مناطق مستقلة (zone) بحيث إذا وقع الحريق يبقى قابعا في هذه المنطقة فقط، ولا ينتشر لبقية المناطق الأخرى.
3. مكافحة الحريق إذا حدث من خلال وجود أنظمة أوتوماتيكية تعمل على استشعار الحريق في مراحله الأولى (fire alarm system) ومكافحته من خلال أنظمة المكافحة الأوتوماتيكية المتعددة والمتنوعة
(fire fighting system) كمواصفات قياسية عالمية من خلالها يمكن تحديد الأنواع المطلوبة وكيفية تركيبها وتشغيلها والتدرب عليها.
4. الحالة التفاعلية البشرية مع حدوث حريق من خلال عمليات الإخلاء (fire drill) والتدرب عليها وكذلك كيفية مباشرة الحرائق وإخمادها بواسطة التدخل البشري.
وكل هذه المستويات الأربعة يندرج تحتها كم هائل من المواصفات والتعليمات والأمور الفنية التي جعلت من هذا المجال تخصصا فريدا وحيويا والحاجة إليه ماسة جدا في جميع المنشآت سواء الحكومية أو الأهلية، وأثره الإيجابي سيمتد ليشمل حتى المنزل الصغير غير المستثنى من أقدار نشوب الحريق.
من خلال الاحتكاك بعدد كبير من المستشارين، خاصة من أوروبا في اجتماعات التصاميم المبدئية لأنظمة مكافحة الحريق لبعض المشاريع الكبيرة، وعندما نغوص في النقاشات الفنية المرتبطة بهذا المجال، أجد أن كثيرا من التركيز لديهم ينصب في المستويين الأول والثاني، وباهتمام أقل من ذلك في المستويين الثالث والرابع، لاعتقادهم الفني بأن إحكام التدابير الفنية في المستويين الأول والثاني سيقلل من نشاطات المستويين الثالث والرابع، وهذا يعبر عن معنى درهم وقاية خير من قنطار علاج.
وجود دراسات ومتخصصين لوضع استراتيجيات لرصف هذه المستويات الأربعة لأي منشأة أو مشروع جديد أو جهة ذات اختصاص في هذا المجال كالدفاع المدني مثلا أمر ملح ومهم جدا، لتقليل الخسائر البشرية والممتلكات، ويجب أن تكون ضمن أولويات التوجه في التخطيط لذلك المستثمر أو ذلك المشروع الجديد أو تلك المنشأة القديمة.
من خلال سجلات الحرائق المتراكمة التي تحصل في المنشآت سواء التي تتبع القطاع الخاص أو الحكومي وكذلك المنشآت التجارية أصبحت الحاجة ملحة لوجود تخصصات جامعية لدرجتي البكالوريوس والماجستير متعلقة بعلم وهندسة مكافحة الحريق في جامعاتنا العريقة، فضلا عن وجود مراكز بحثية متخصصة تهتم بآخر ما وصلت إليه التقنية في هذا المجال، واستحداث براءات اختراع وتقنيات حديثة مفادها إنساني بالدرجة الأولى في حفظ الأرواح، وبعد ذلك حفظ الممتلكات والأموال من الخسائر المحتملة من حدوث الحرائق.
fahdabdullahz@
1. تدابير عدم حدوث حريق، وذلك من خلال مواصفات قياسية تمنع نشوب الحريق عن طريق التخزين الجيد للمواد بمختلف أنواعها، وترتيبها وعدم وجود مصادر لحدوث شرر بالقرب من المواد القابلة الاشتعال، وكذلك من خلال وجود دراسات مخاطر الحريق (fire risk assessment) التي تعنى في جانب منها بمثل هذه التدابير الوقائية.
2. عدم انتشار الحريق من خلال وجود مواصفات قياسية تجعل من الحريق محصورا في مكان واحد ولا ينتشر لبقية أرجاء المنشأة مثل الجدران والأبواب العازلة أو الدهانات المقاومة للحريق التي قد تقاوم الحريق إلى نحو أربع ساعات، وهو ما يعرف بمبدأ الحيز المستقل (compartment)، وهو تقسيم المنشأة أو المبنى إلى مناطق مستقلة (zone) بحيث إذا وقع الحريق يبقى قابعا في هذه المنطقة فقط، ولا ينتشر لبقية المناطق الأخرى.
3. مكافحة الحريق إذا حدث من خلال وجود أنظمة أوتوماتيكية تعمل على استشعار الحريق في مراحله الأولى (fire alarm system) ومكافحته من خلال أنظمة المكافحة الأوتوماتيكية المتعددة والمتنوعة
(fire fighting system) كمواصفات قياسية عالمية من خلالها يمكن تحديد الأنواع المطلوبة وكيفية تركيبها وتشغيلها والتدرب عليها.
4. الحالة التفاعلية البشرية مع حدوث حريق من خلال عمليات الإخلاء (fire drill) والتدرب عليها وكذلك كيفية مباشرة الحرائق وإخمادها بواسطة التدخل البشري.
وكل هذه المستويات الأربعة يندرج تحتها كم هائل من المواصفات والتعليمات والأمور الفنية التي جعلت من هذا المجال تخصصا فريدا وحيويا والحاجة إليه ماسة جدا في جميع المنشآت سواء الحكومية أو الأهلية، وأثره الإيجابي سيمتد ليشمل حتى المنزل الصغير غير المستثنى من أقدار نشوب الحريق.
من خلال الاحتكاك بعدد كبير من المستشارين، خاصة من أوروبا في اجتماعات التصاميم المبدئية لأنظمة مكافحة الحريق لبعض المشاريع الكبيرة، وعندما نغوص في النقاشات الفنية المرتبطة بهذا المجال، أجد أن كثيرا من التركيز لديهم ينصب في المستويين الأول والثاني، وباهتمام أقل من ذلك في المستويين الثالث والرابع، لاعتقادهم الفني بأن إحكام التدابير الفنية في المستويين الأول والثاني سيقلل من نشاطات المستويين الثالث والرابع، وهذا يعبر عن معنى درهم وقاية خير من قنطار علاج.
وجود دراسات ومتخصصين لوضع استراتيجيات لرصف هذه المستويات الأربعة لأي منشأة أو مشروع جديد أو جهة ذات اختصاص في هذا المجال كالدفاع المدني مثلا أمر ملح ومهم جدا، لتقليل الخسائر البشرية والممتلكات، ويجب أن تكون ضمن أولويات التوجه في التخطيط لذلك المستثمر أو ذلك المشروع الجديد أو تلك المنشأة القديمة.
من خلال سجلات الحرائق المتراكمة التي تحصل في المنشآت سواء التي تتبع القطاع الخاص أو الحكومي وكذلك المنشآت التجارية أصبحت الحاجة ملحة لوجود تخصصات جامعية لدرجتي البكالوريوس والماجستير متعلقة بعلم وهندسة مكافحة الحريق في جامعاتنا العريقة، فضلا عن وجود مراكز بحثية متخصصة تهتم بآخر ما وصلت إليه التقنية في هذا المجال، واستحداث براءات اختراع وتقنيات حديثة مفادها إنساني بالدرجة الأولى في حفظ الأرواح، وبعد ذلك حفظ الممتلكات والأموال من الخسائر المحتملة من حدوث الحرائق.
fahdabdullahz@
