عبدالرحمن العليان

جامعة جدة.. تكامل خارج الأسوار لتوطين الوظائف

الاحد - 08 يوليو 2018

Sun - 08 Jul 2018

عرف عدد من الباحثين كالعالم هاس وليون «التكامل» بأنه عدد من المفاهيم التي تؤطر نحو تكامل الجهات وعلى مستوياتها العليا والدنيا في السياسة والاقتصاد والتعليم والصحة والاجتماع.

ويهدف «التكامل» بين الجهات الوزارية والتنفيذية والخدمية إلى عمليات تقارب مرحلية أو مستدامة تهدف بصيغة أو بأخرى إلى بناء وحدات أو أجهزة أو مؤسسات أو مسارات دائمة أو مؤقتة يخلق لها شخصية قانونية تحقق أهدافا مشتركة لمنظومة الجهات المشاركة.

في الرؤية السعودية بنى المخططون بعض الأهداف والبرامج من خلال ما سمي في أجندتها بـ «تعزيز التكامل الحكومي» الذي من خلاله واكبت جامعة جدة هذا الفكر وبخطوات متسارعة ابتعدت كثيرا عن قريناتها في النوعية والخصوصية والدقة والمطابقة لرؤية وأهداف القيادة الرشيدة في «السعودية المستقبل».

يراهن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على القيادات الشابة للمرحلة المقبلة التي لا نريد أن نضيع من خلالها الفرص التي تزيدنا رفعة وتقدما بين الأمم.

وفي المقابل، تراهن جامعة جدة بقيادتها الشابة على الوصول لمراحل متقدمة من أهدافها الاستراتيجية التي تنبع من الرؤية السعودية في تحولاتها وأهدافها المستقبلية.

لأجل شباب الوطن، وإمعانا في دورها الريادي والقيادي في محافظة جدة، بدأ البرنامج التدريبي لتوطين الوظائف لجامعة جدة مع صندوق هدف، وتحت رعاية محافظ جدة، وبالشراكة مع فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة، والغرفة التجارية الصناعية بجدة.

هذا البرنامج سيوفر في مرحلته الأولى 1600 فرصة تدريبية منتهية بالتوظيف، ويستهدف توطين 5 آلاف وظيفة بالقطاع الخاص لكونه «قوة العمل الوطنية» في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال تقديم العديد من الحقائب التدريبية وبرامج التأهيل والتهيئة للكوادر الوطنية القائمة على أسس أكاديمية محترفة. وفي وقت سابق أطلقت جامعة جدة فعاليات «ملتقى التوظيف الأول»، برعاية مدير الجامعة الدكتور عدنان الحميدان، وبمشاركة 27 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص، لإيجاد فرص العمل الملائمة لخريجي وخريجات الجامعة في مختلف التخصصات.

تسابق جامعة جدة الزمن لتعزيز التكامل الحكومي من خلال عدد من البرامج والمبادرات، مثل مبادرتها مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والذي يتضمن برنامج الدبلوم العالي في العلوم الإنسانية والإغاثية، والذي يهدف إلى تأهيل جيل قيادي للعمل في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية من خلال برنامج متخصص يقدم علوما متنوعة، ويغرس مهارات متعددة، لمواجهة ومعالجة احتياجات إدارة الكوارث والأعمال الإنسانية، بحيث يحصل الموظف على شهادات مهنية في مجالات الإغاثة من المنظمات العالمية في العمل الإغاثي والإنساني.

جامعة جدة ونبراس انطلقا نحو شراكة تتضمن التعاون في مجال الدراسات والبحوث ذات الصلة بعمل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والتوعية ببرامج الوقاية من مخاطر المخدرات وتنمية الوعي ضد هذه الآفة، كما تتضمن مساهمة الجامعة في تطوير وتنفيذ البرامج الوقائية والتأهلية والعلاجية في المجتمع المحيط بها، والمساهمة في إعداد برامج تدريبية لإعادة تأهيل مرضى الإدمان وتنمية مهاراتهم تمهيدا لإلحاقهم بفرص العمل المتاحة ودمجهم في المجتمع.

وفي تخصصات نوعية ومتفردة حاليا، تم قبول المتقدمين لبرنامج الماجستير في الأمن الالكتروني والمتوافق مع توجه الدولة في إنشاء مركز الأمن الالكتروني السيبراني، وكذلك برنامج علم السموم والأدلة الجنائية المعتمد من الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات (نبراس) بالشراكة مع قطاعات وزارة الداخلية.

لدى مدير الجامعة الدكتور عدنان الحميدان مجموعة من الأفكار والأطروحات والبرامج التي ستعزز من قيمة وأهمية «التكامل الحكومي» بتنوع اهتماماته في المستقبل القريب، والتي تبرهن فعالية العمل بين الإدارات والقيادات والمنسوبين في جامعة جدة لتحقيق تطلعات قيادة الوطن لجامعات لها الأثر الفاعل خارج أسوارها.

[email protected]