عبدالحليم البراك

تقنية الفيديو في الحياة العامة!

الاحد - 08 يوليو 2018

Sun - 08 Jul 2018

تقنية الفيديو هي تقنية تستخدم بشكل قوي للغاية في نهائيات مونديال روسيا 2018، وتعمل هذه التقنية على منح حكم المباراة إمكانية إيقاف المباراة لدقيقة واحدة تزيد أو تنقص قليلا، بهدف الرجوع لحالات معينة، خوفا من وقوع الظلم على فريق أو منتخب أو على لاعب، وقد نجحت هذه التقنية بنسبة كبيرة في تقليل الظلم، وصارت حركة الحكام الشهيرة هي الإشارة للمربع، وتعني سأستعين بالفيديو للقرار!

وبناء عليه، ماذا لو استخدمنا تقنية الفيديو في الحياة العامة، فربما تقلل من الخطأ أو الظلم، أو سوء الفهم الحاصل عند بعض الأشخاص في هذه الحياة.

- على سبيل المثال، لو استخدمت تقنية الفيديو بين الزوجين، وقبل أن يفقد الرجل أعصابه، ويرمي يمين الطلاق على زوجته الغلبانة، تطلب الزوجة بإشارة من يديها بمربع (يعني استخدام تقنية الفيديو قبل الطلاق)، وعليه أن يعود لتقنية الفيديو ليتأكد أن المحروسة لم تخطئ إطلاقا، بل هو من استعجل في حكمه، ويمكنه في هذه اللحظة أن يمنع يمين الطلاق من أن يقع، بل ربما يمنحها قبلة على الجبين بسبب إمكانية إعادة اللحظات بالحركة البطيئة أو استخدام تقنية الفيديو العائلية!

- يمكن أيضا وعلى سبيل المثال أن يستخدم رجل المرور تقنية الفيديو في تقدير على من الخطأ في الحادث، فبدلا من أن ينقلب المخطئ إلى صاحب حق، والعكس، بتقنية الفيديو يمكن أن يحفظ حقوق الناس، وقبل أن يجمع المخطئين في سيارته، يشير إلى مربع، يعني استخدام تقنية الفيديو ثم يعيدها، ثم يقرر الخطأ على من منهم، لكني متأكد أن رجل المرور سيوزع النسب كالعادة، بـ 50% على الجميع، ثم يطلب من كل شخص إصلاح سيارته!

- يمكن استخدام تقنية الفيديو إداريا، فحين غضب كبار المديرين الذي يطيح برؤوس الموظفين بسبب غياب أو تقصير، لو طلب سعادته قبل اتخاذ القرار من سكرتاريته استخدام تقنية الفيديو بإشارة للمربع الشهير، فهذا يعني أن على السكرتير إعادة اللقطة الإدارية حتى يحكم المدير وهو في وضع هادئ، ويمكن إرسالها له في البيت ليشاهدها عبر الواتس اب وهو في حالة استرخاء مع عائلته السعيدة، ليتخذ قراره وهو في أقصى دراجات الراحة والعدل معا!

- يمكن لإدارات التعليم استخدام تقنية الفيديو في الحكم على المعلم، بدلا من إرسال المشرفين، عادة، فما إن يدخل المشرف حتى يتحول المعلم إلى شخص آخر، وما إن يخرج حتى يتحول إلى شخص مختلف، لا يرقب هذا التغير إلا الطالب الصغير الغلبان الذي لم يقو عوده بعد ليدافع عن حقه في التعليم. على العموم يمكن استخدامه عند الأولاد، لكن وبسبب خصوصيتنا لن نستخدمه مع السيدات والطالبات إطلاقا، وسيستمر تعليم المرأة تقليديا بالمشرفة التقليدية!

- الأخطاء الطبية يمكن مراجعتها بتقنية الفيديو، ويمكن للمريض وهو في سريره، وبدون أن ينبس بكلمة واحدة أن يشير للمربع فقط، وتعني أريد تحكيما طبيا للحالة، بمعنى استخدام تقنية الإعادة التلفزيونية للعملية الجراحية لينظروا ماذا نسي الطبيب في بطن المريض!

بقي أن نقول إن السيدة السعودية من أوائل من استخدم تقنية استخدام الفيديو في متابعة العاملة المنزلية عندما تذهب لوظيفتها. لكننا لم نسمع ولم نر زوجة أشارت للمربع، لكنها تستخدم تقنية الفيديو بلا مربع أو إشارة!

أخيرا، ستبقى هذه التقنية محدودة، وغير مفيدة، فلن يقبل أن يستخدمها التاجر الغشاش إلا على منصات الدفع (الكاشير)، ولن يقبل بها أي مستبد آخر ما دامت لا تخدمه!

Halemalbaarrak@