الحب الحقيقي

السبت - 07 يوليو 2018

Sat - 07 Jul 2018

الإنسان هو الظاهرة الأعظم خلقة وتكوينا، فقد قال الله تعالى «ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون»، هذه الظاهرة سمحت بظهور العلوم الإنسانية والاجتماعية وتطورت بحثا عن البرمجة الخفية خلف الإنسان الذي خلق بمجمل من الصفات والهبات الجسمية والعقلية والنفسية.

ولعل الحب علامة مميزة في الإنسان، وهي وقود الحياة، معها يتجدد العطاء والاهتمام، كما أنه سر من أسرار الاستدامة لهذه الحياة، فلا يستقيم العمل، ولا الحياة ولا العطاء إلا بالحب.

قد يعبر عن الحب بطرق متفاوتة ومختلفة، إذ يقول شكسبير «لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغرها». الأم هي المعيل الأول والمصدر الأساس والقلب الذي لا ينضب منه الحب.

تبدأ علاقة الحب المجانية هذه منذ ولادة الطفل، لأنها الوجه الأنثوي الأول الذي يفتح الطفل عينيه عليه، ثم تدرج معها الاستجابات اللمسية العذبة، هذه اللمسات موجات دقيقة تسري داخل الأوردة والشرايين، والتي بدورها تنقلها إلى سائر خلايا الجسد وإلى القلب والعقل، ليهدأ هذا الرضيع ويسكن، تعقبها القبلات والضمات والحمل على الأكتاف والذراعين.

ثم يكبر هذا الرضيع ليمر بمراحل الطفولة المبكرة، ليزعجنا تارة ويضحكنا تارة أخرى، حتى تتوه معه النظريات العلمية أحيانا، يقول جاك روسو عالم التربية «قبل أن أتزوج كان لدي ست نظريات في تربية الطفل، أما الآن فعندي ستة أطفال وليس لدي أي نظرية».

يكبر هذا الصغير ليصبح بالغا، فتشعر الأم بما يجول في خواطر هؤلاء العظام من الأبناء، وقد تشعر بالإنذار لوقوع حدث معين، حسنا كان أم سيئا، هذا الشعور نما من الرابطة التي نشأت منذ وجود الحبل السري، هذا الرابط انفصل منذ وقت بعيد ولكن ما زال الرابط المعنوي موجودا بلا حدود.

إذا كنت تريد العطاء والحياة والجنة والرضا والسعادة، فعليك بصحبة الأم «عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك»، فرفقا بالأم.